اختبار يمكّن الأطباء من تحديد الأدويّة الأنسب

تمكّن الأطباء البريطانيون من تحديد اثنين من الجينات الرئيسة التي تؤثر على نجاح عمل العقاقير المخفضة للكوليسترول، حيث تم اكتشاف الطريقة التي تمهد الحفاظ على اختبار الدم، وتساعد البعض على ضمان بقاء مستوى الكوليسترول تحت السيطرة.

وأكّد الأطباء أنه يمكن أيضًا استخدام الجينات في اختبار بسيط وغير مكلف للتعرف على المعرضين لخطر الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول، وبالتالي يمكن للأطباء وصف أشياء أخرى، مما يساعد اختيار الأدوية الأكثر فاعلية لتلك الحالات المرضية.

وتخفض عقاقير الكوليسترول مستوياته التي تسد الشرايين، وهي من أكثر الأدوية الموصوفة على نطاق واسع في بريطانيا، ويأخذها نحو 8 ملايين نسمة، وهي تنقذ آلاف الأرواح سنويًا، ولكن الآثار الجانبية لها تتلف العضلات والكبد، ولذلك يتجنب الكثير من المرضى تناولها، إضافة إلى أن الأدوية تعمل بطريقة أفضل مع بعض المرضى، أكثر من غيرهم.

وتشارك العلماء من جامعة الملكة ماري في لندن، ومن مختلف أنحاء العالم، لتسليط الضوء على تلك الأسباب، وعبر تحليل الحمض النووي لأكثر من 40 ألف شخص يتناولون العقاقير، وجدوا أن اثنين من الجينات مرتبطة بكمية خفض العقاقير لمستوى الكوليسترول.

ويجعل واحد من الجينات الوضع أكثر صعوبة للوصول إلى الكبد، حيث خفض الكوليسترول، وهذا يجعل الأدوية أقل فاعلية، الجين الثاني، يحسن من عمل العقاقير.

ويريد الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور مارك كولفيلد أن يكتشف ما إذا كانت الجينات تؤثر على الأشخاص بخطر الإصابة بنوبات قلبية وأزمات دماغية.

ويمكن أن يقود هذا البحث الإضافي المرضى إلى عمل اختبار دم قبل تناول العقاقير المقررة، وحال تبين ضعف الاستجابة، يمكن إعطاء جرعة أعلى أو أدوية مختلفة.

ويأمل العلماء إبعاد مرضى الكوليسترول عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية القاتلة، وتقليل عدد الأشخاص الذين يعيشون في إعاقة بسبب المرض، حيث يكشف الاختبار عن المعرضين لتلف العضلات، الأمر النادر، ولكنه من الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول.

وتبلغ تكلفة الاختبار 5 جنيهات إسترليني، وهو اختبار سنوي، لمعرفة تطورات الدم، كما أن الدراسة ستوفر المال لمؤسسة الخدمات الصحية الوطنية، حال تم تعميمها واستخدمت بصورة روتينية.

وبيّن المؤلف المشارك الدكتور مايكل بارنز أنَّ "العقاقير المخفضة للكوليسترول هي واحدة من الأدوية الأكثر أمانًا وفعالية في الاستخدام السريري، ولكن بعضها أكثر فاعلية على أشخاص من غيرهم".

وأضاف "هذه الدراسة تسلط الضوء على الجينات التي قد تؤثر بطريقة فردية أو جماعية على العقاقير في الجسم، وفي المستقبل، يمكن أن تساعد هذه المعلومات في تحديد العقاقير الأكثر فاعلية لكل مريض".