الإصابة بفقدان البصر

حذر العلماء من انتشار البكتيريا التي تسبِّب مرض الكلاميديا، الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي؛ لأنها أحد عوامل الإصابة بفقدان البصر، ومنذ فترة طويلة كان من المعروف أن سلالة بكتيريا الكلاميديا، التي تدعى سي الحثرية، تسبب مرض التراخوما، وهو من الأمراض الاستوائية المُهملة التي يمكن أن تسبِّب العمى.

واعتاد الخبراء في السابق أن اثنتين من السلالات المختلفة من البكتيريا تسبب عدوى الأمراض المنقولة جنسيًّا وأمراض العيون، ولكن الآن، وجدت دراسة جديدة أن الاختلافات الجينية يمكن أن تحول بكتيريا الأمراض المنقولة جنسيًّا الموجودة في بكتيريا الكلاميديا المرتبطة ​​ بالتراخوما، وهكذا، فإن هذا المرض المسبِّب للعمى يحتمل أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي كذلك، ونتيجة لذلك، يحذر العلماء من أن عودة ظهور مرض التراخوما هو أكثر احتمالاً مما كان يعتقد سابقًا.

ويقدر العلماء أن التراخوما تسبِّب ضعف البصر لنحو مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ويبدو أن العدوى تحدث في المناطق الريفية، حيث قلة النظافة وعدم كفاية المرافق الصحية، كما اعتقدوا أن بكتيريا الكلاميديا ​​التي تسبب التراخوما لا تنتشر إلا من خلال الذباب أو الاتصال بيد شخص مصاب أو عن طريق الملابس.

وأكد مُعِد الدراسة، الدكتور باتيان أندرسون، أن هذا الاكتشاف نتج عن تحليل العزلات المجمّدة التي تم جمعها في الثمانينات والتسعينات، إذ استطاع الفريق إحياء بكتيريا الكلاميديا ​​التي جمدت لمدة 30 عامًا، ودراسة العوامل الوراثية لمعرفة الكيفية التي تطورت بها، كما وجد الفريق أن المتغيرات الجينية لواحد أو اثنين من الأمراض المنتقلة جنسيًّا قد تسبب تحول سلالة مرتبطة بالتراخوما.

ولأنه من المعروف أن الكلاميديا ​​يمكن أن تنتقل بسهولة عن طريق الحمض النووي، أشارت الدراسة إلى أن هناك إمكانية لاستمرار ظهور سلالات التراخوما الجديدة، كما لاحظ العلماء أن هناك الكثير من علامات الاستفهام المهمة التي لا تزال قائمة حول الكلاميديا الحثرية، وذكر الباحث المشارك في الدراسة، البروفيسور نيك طومسون أن التراخوما من أمراض المناطق المدارية المنسية.