الغذاء

أظهرت أبحاث حديثة أن الهرمونات التي تؤثر على شهية الإنسان تشجع على الإفراط في تناول الطعام، المؤدي بالتالي زيادة الوزن.

في العام 1950 وأظهرت إحدى التجارب أن الجسم يميل لتناول وجبة دسمة بعد فترة من القيود على الطاقة، لاستعادة كتلة الدهون، وعلى الرغم من أن الدهون تعتبر مركز طاقة احتياطيا خلال فترات نقص الغذاء، فإن بروتين العضلات يتحول إلى طاقة لحماية مخازن الدهون.

ويدافع الجسم عن مخازن الدهون الزائدة باستمرار، وهو أمر مثير للاستغراب، فوظائف أعضاء الجسم تطورت على مدى آلاف السنين من خلال عملية ملائمة للحياة البدائية، وهو ما يتطلب مستويات عالية من النشاط البدني وفترات المجاعات.

كانت قدرة الجسم على التمسك بمخازن الدهون مفيدة أكثر خلال فترة المجاعة، وبالرغم من أن هذه التطورات كانت مفيدة، فإنها تسبب اليوم مستويات غير مسبوقة من السمنة في جميع أنحاء العالم، فالناس اليوم يعيشون حياة بنشاط بدني منخفض، ويتناولون الكثير من الطعام، وباختصار فإن الجسم مصمم على تخزين الدهون والحفاظ عليها.

ولفهم وظائف أعضاء الجسم، ينبغي على الإنسان فهم التوازن الداخلي له، حيث يتم تنظيم النظم البيولوجية في الغالب عن طريق نظم التغذية السلبية المرتدة، وعند إحداث أي تغيير على هذه النظم، تحدث استجابة معارضة للتغيير حتى يعود الجسم إلى حالته الأولى.

ويبدو أن هذا هو الحال بالنسبة لفقدان الوزن، فالحد من الأنسجة الدهنية يؤدي إلى تغيرات في مستويات الهرمونات التي تؤدي بالعادة إلى العودة إلى المستوى الأصلي من الدهون، لكن هذا ليس ما عليه الأمر عند التعامل مع زيادة الوزن، فالنظم البيولوجية لدى الإنسان قوية بما فيه الكفاية للعودة إلى الحالة الأصلية للجسم، وطالما بقيت البيئة المحيطة بالإنسان تساعد على السمنة، فسيكسب المزيد من الوزن، فتنظيم الدهون لا يجب أن يعتمد على فطرة الإنسان وإنما على عقله.