هذه النظرية تعتمد على امتصاص الحيوانات المنوية لعوامل النمو مما يجعلها أكثر صحة وخصوبة

توصل العلماء في أسبانيا إلى طريقة جديدة، قد تكون بمثابة أمل لكثير من الرجال، الذين يعانون من ضعف الخصوبة أو العقم، في أن يكونوا آباء عن طريق حقنهم بـ"بلازما" أجسادهم. وحسب الدراسة الجديدة، فإن حقن الرجال، الذين يعانون من العقم بـ"البلازما"(بي ار بي) يمكن أن يُسرِّع من تحرك  الحيوانات المنوية إزاء البويضة لإتمام عملية التخصيب، إذا ما تم حقن المريض بسائل مصنوع من دمه في عينة من السائل المنوي

واختبر الباحثون الأسبان فكرة استخراج ا"لبلازما" الغنية بالصفائح الدموية من الدم عن طريق ألة الطرد المركزي، والبلازما هي مزيج مركز من مواد في الدم تساعد على نمو الخلايا من جديد، لذا بإمكانها أن تزيد من سرعة الحيوانات لتخصيب البويضة، وزيادة معدلات الحمل لدى الأزواج الذين يحتاجون علاجات للخصوبة.

وحسب الباحثين، الذين يعملون تحت قيادة كبار أساتذة المتخصيين في الخصوبة ماركوس فيراندو، فإن أكثر من ثلث الأزواج الذين يعانون من العقم يمكن أن يستفيدوا من التكنولوجيا، وأن حوالي واحد من بين 7 من الأزواج سوف يجدون صعوبة في الحمل، وفقا لبيانات التأمين الصحي في أسبانيا، وربع هذه الحالات لأسباب غير معروفة.

ويعتقد أن السبب الأكثر شيوعا وانتشارا للعقم عند الذكور هو مشاكل حركة الحيوانات المنوية (القدرة على السباحة تجاه البويضة)، فيما قد توجد أسباب أخرى تتعلق بألية القذف، وانخفاض مستويات هرمون "تستوستيرون"، أوكأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية

وتتطلب الخصوبة عند الذكور إنتاج عدد كاف من الحيوانات المنوية الطبيعية تتمتع بنوعية ذيول جيدة، لمساعدتها على السباحة بشكل فعال وبسرعة كافية في الجهاز التناسلي للأنثى.

و لم تكن هناك علاجات خصوبة متاحة لتسريع حركة الحيوانات المنوية لتعزيز فرص الإخصاب، حتى اكتشاف الباحثين الأسبان لقيمة الصفائح الدموية، وهو مكون من الدم، في علاج العقم. ويتكون الدم، في الأساس، من سائل أصفر نقي  يسمى البلازما، جنبا إلى جنب مع كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية.

ومن المعروف عن الصفائح الدموية أهميتها في تخثر الدم، لكنها تحتوي أيضا على مئات من البروتينات التي تسمى عوامل النمو، والتي تعتبر مهمة في الشفاء من الإصابات. وتتم عملية دوران للدم من خلال ألية الطرد المركزي، لاستخراج البلازما والصفائح الدموية وعوامل النمو الموجودة في تركيز أعلى، قد يصل إلى عشرة أضعاف المعتاد.

وقد استخدمت هذه التقنية لعلاج إصابات الأوتار والصلع، ولكن في الآونة الأخيرة، وجدت الدراسات أن عامل نمو واحد على وجه الخصوص، يعرف بالعامل المفعل للصفائح،  يؤثر في طبيعة حالة الحيوانات المنوية عند الرجل، وخاصة حركة الحيوان المنوي وخصوبته.

وفي تجربة جديدة تبدأ خلال الشهر الجاري، سوف يقيم الباحثون في بعض العيادات الطبية في أسبانيا اختبارا لنظرية أن إضافة البلازما الغنية في عوامل النمو على عينة من السائل المنوي تُحسن من نوعية الحيوانات المنوية.

وللعلاج، يتم أخذ حوالي 9 مل دم من ذراع المريض،  ووضعها في جهاز ألة الطرد المركزي الذي يُدور الدم  بسرعة ليفصل في مكوناته الفردية، ثم يستخرج العلماء البلازما التي تحتوي على عوامل النمو ومزجها مع عينات السائل المنوي المتبرع بها

وترتكز هذه النظرية، على أن الحيوانات المنوية سوف تمتص تركيزا أعلى من عوامل النمو، مما يجعلها أكثر صحة ويحتمل أن يكون أكثر خصوبة. وقد اقترحت الدراسات الحيوانية أن البلازما يمكن أن تعزز صحة الحيوانات المنوية.  وفي تجربة واحدة على الفئران، في جامعة "أوديسا" الوطنية الطبية في أوكرانيا، فإن الحقن بالبلازما ساهم في استعادة صحة الأنسجة المنتجة للحيوانات المنوية التي تعرضت للتلف.

ويشارك في التجربة الطبية الأسبانية المرتقبة 58 متبرعا بالحيوانات المنوية وعينات الدم، على أن يجري الباحثون تجربة "تدوير" الدم على نصف العينات لإنتاج البلازما لكل المتبرعين، وسيتم دمجها مع نصف عينات السائل المنوي، في حين سيتم ترك الآخرين وحدها.

وعلى مدار أكثر من 3 أشهر، كان المتخصصين في علوم الخصوبة يقارنون بين نوعية عينات الحيوانات المنوية باستخدام اختبار السائل المنوي، الذي يقيم أيضا حركة الحيوانات المنوية . ويمكن أن تكون لـ"البلازما" استخدامات في التجارب السريرية، إذا أظهرت الدراسات تحسينات مستدامة من شأنها أن تسمح بحدوث التخصيب"، وفقا لما قاله  رئيس عيادات الرعاية الخصوبة سيمون فيشل.

وختم:"ومع ذلك، فإن حتى الحيوانات المنوية ذات الحركة الجيدة لديها مشاكل  في تخصيب البويضة، لأن هناك عددا كبيرا جدا من العمليات الكيميائية التي يتعين القيام بها".