نبات القنب المخدر "الحشيش"

يؤثر القنب المخدر "الحشيش"، الأكثر شيوعًا في العالم، سلبًا على الصحة العقلية ويزيد معدلات الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، لاسيما خلال المراحل الرئيسية لتطور المخ، إذ يساهم في على حذف الوصلات العصبية القديمة، وتطوير المادة البيضاء التي تنقل الإشارات في الدماغ.

وترتبط الأضرار المحتملة لتعاطي القنب بأمرين مهمّين؛ الأول هو العمر الذي يبدأ فيه الشخص بتناوله للمرة الأولى، ولاسيما إذا كان أقل من 18 عامًا، والأمر الثاني معدل تناول ذلك المخدر، وكلما كانت الجرعة أكبر أو أكثر فعالية، كلما زادت احتمالية ابتلاع المدمن للمزيد من تتراهيدروكانابينول (THC)، وهو العنصر النفسي الرئيسي من القنب، التي يبدو أنها تعمل في مناطق من المخ، ممن تشارك في تنظيم العواطف لدينا.

وقد بحثت دراسات عدة العلاقة بين تعاطي القنب والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق، من خلال ضبط العوامل ذات الصلة، وقد أثبت بحث العام 2014 أن استخدام الحشيش يضع الفرد في خطر الإصابة بالاكتئاب، وخلص إلى أن استخدامه القنب يرتبط بالعوامل الأخرى التي تزيد من خطر الاكتئاب، مثل الفشل في الدارسة والبطالة، إذ أن العلاقة بين تعاطي القنب والقلق معقدة.

ويستخدم كثير من الناس القنب لما له من آثار منشطة، كما أنه يساعد على الاسترخاء، ولكن بعض الناس أيضًا يجربون مشاعر القلق أو الذعر عندما يكونوا مخمورين، وعلى هذا النحو، يمكن استخدامه لتخفيف القلق أو التوتر عند البعض، بينما يعزز هذا الشعور عند الآخرين، وقد شملت الدراسة مجموعة من المتغيرات مثل الوضع الديموغرافي والبيئة الأسرية، فوجدت علاقة وثيقة بين تعاطي القنب وبداية أعراض الاكتئاب واضطرابات القلق.

ومن الواضح أن العلاقة بين القنب والاكتئاب والقلق معقدة، حيث أنها علاقة غير مباشرة، فتعاطي الحشيش قد يؤدي بالفرد إلى إهمال الدراسة أو الأسرة أو حتى العمل، كل تلك الأسباب قد تدفع إلى الاكتئاب، ولكن إذا كان الشخص مسيطر على نتائج تعاطيه القنب، فإن تلك الأسباب تختفي مما لا يخلق أي شعور بالاكتئاب، وعليه يمكن استخدامه في المساعدة على التعامل مع المشاكل الاجتماعية التي لم تكن ناجمة بالضرورة عن طريق استخدام القنب.

وفي المقابل، أثبتت الكثير من مقالات المراجعة المختلفة أن هناك علاقة بين تعاطي القنب ومخاطر الإصابة بأعراض الذهان، ووجدت هذه الدراسة أن التعاطي المبكر والمتكرر للقنب هو سبب من أسباب الذهان، والتي تتفاعل مع عوامل الخطر الأخرى مثل التاريخ العائلي للذهان، وتاريخ سوء المعاملة في مرحلة الطفولة والجينات، وتجعل هذه التفاعلات من الصعب تحديد الدور الدقيق للقنب في الإصابة بالمرض.

وهناك تشابه قوي بين التأثيرات الحادة لتعاطي القنب وأعراض الذهان، بما في ذلك ضعف الذاكرة والإدراك ومعالجة المؤثرات الخارجية والهلوسة، كما أن تعاطي القنب أو الحشيش يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراضه، إذا كنت تعاني منها بالفعل، بينما يزيد خطر الإصابة بانفصام الشخصية وفقًا لمدة وجرعة استهلاك القنب، فأولئك الذين استخدموه في مرحلة ما من حياتهم لديهم فرصة 40% لتطوير مرض الانفصام، عن أولئك الذين لا يدخنونه.