الخبير ايان كابل

كشف, الطبيب والخبير, ايان كامبل, عن السبب الذي يدفع الناس إلى مشاركة أكثر المشاكل الصحية المحرجة لهم مع الملايين على التلفزيون, فيما يخفونها عن أطبائهم، وكيف تؤثر هذه البرامج على الرسائل الصحية؟.
ويختصّ, الخبير كامبل, في مساعدة الناس على خسارة الوزن, ويقول, " تأتي المريضة إلى عيادتي, وتبدأ بالبكاء, وهي تروي كيف عانت من السمنة عامًا بعد عام، وبعد إجرائها لعملية جراحية, إستطاعت أن تصل إلى الوزن المثالي ولكنها عَلِقت في مشكلة أساسية, وهي الترهلات, مما ترك ثدييها في حالة من فقدان الشكل."

ويتابع, "يرافق المريضة في العادة زوجها الداعم, الذي يمسك بذراعها في الوقت الذي تحكي فيه, هي, عن إحساسها بالفشل, لعدم الحصول على جسم مثالي, وممشوق بعد الجراحة، وتريد إستعادة حياتها، وعندما أطلب منها أن افحصها, تطلب من زوجها مغادرة الغرفة."

ويضيف, " يَعرف الزوج أنه لا مجال لمناقشة زوجته, فيخرج من الغرفة، فتبدأ هي بخلع ثوبها، وتمنع زوجها من مشاركتها هذه اللحظة, ولكنها تُقرر أن تظهر على التلفزيون لتشارك تفاصيل قصتها, وشكل مشكلتها مع ملايين الناس في إحدى البرامج الطبية، فيما زوجها لا يمكنه ذلك، وهذا هو عالم الطب على التلفزيون، ولسنوات طويلة قدمت المشورة في التلفزيون والاذاعة ."
ويسترسل, "إنتقدني الكثير من الناس لظهوري على البرامج الطبية في التلفزيون, ولكنني لا أكترث, ولا أهتم, وكوني طبيب تلفزيوني هو شرف لي، ولكل فرد الحق في الوصول إلى المعلومات, وأن يكون أكثر وعيًا بصحته."

ويؤكد, "تتابع غالبية الناس التلفزيون, وتستمع إلى الراديو المحلي، وبالتالي تعتبر وسائل الإعلام من الأدوات القوية لإعلام وتربية وترفيه الناس، وأتلقى يوميًا الكثير من الإيميلات من جميع أنحاء العالم, من أفلام وثائقية عملت عليها قبل (10) سنوات، مما يُظهر مدى تواصل النقاش حتى بعد فترة طويلة من العرض، وسمعت مرة نصيحة تقول إنّ الصحة هي الدين الجديد, وأنّ التلفزيون هو مكان العبادة الجديد."

ويشير في كشفه إلى الأسباب, "تَحْظى الكثير من البرامج الطبية مثل برنامج جيريمي كايل على الملايين من المتابعين من الناس صغارًا وكبارًا، ويعرض من خلاله مرضَى يروُون قصصهم, ويتحدثون عن مشاكلهم, فيما يستمع الناس ويتعلمون ويشاركون في الحديث ليصبحوا أكثر وعي بمشاكلهم، والطبيب هو مجرد محفز في هذه العملية، فلماذا اذا يعرض الأشخاص أنفسهم للتمحيص الطبي على شاشة التلفزيون خلال النهار؟".

ويجيب, " من خلال تجربتي رأيت العديد من الأسباب، دعونا نكون أكثر صراحةً، الكثير من الناس يحبون الشهرة وسيفعلون أي شيء كي يظهروا على شاشة التلفزيون لعشرة دقائق، وهناك الكثير الآخرين يسعون إلى أجوبة تتعلق بمشاكل طبية، وفي بعض الأحيان يعود الأمر إلى قصور الرعاية, أو الإفتقار إلى التأمين الصحي لمشكلة معينة، فهيئة الخدمات الطبية البريطانية لا تدفع للمرضى تكلفة شفط الدهون مثلًا، وهناك أشخاص يريدون أن يشاركوا الآخرين مرضهم النادر لرفع الوعي وسعيًا لتحسين توفير الرعاية."

ويختم, "يعاني شخص من بين (2) مليون شخص, من مرض نادر, يُسمى خلل النسيج الليفي, والذي لن يسمع فيه أغلب الناس, لولا أن شخصية شجاعة بشكل لا يصدق, قررت أن تظهر على التلفزيون, وتشارك قصتها، لذلك فالبرامج الطبية مهمة ومفيدة، وفي الغالب كما في برنامج جيرمي فإن المريض يعامل بتعاطف, وحساسية كبيرة, سواءً من الطبيب المقدم أو من طاقم العمل، والأهم من كل هذا, أؤمن أن لهذه البرامج منفعة كبيرة لزيادة وعي الناس حول صحتهم, وهذا هو ما يهم."