"البروكلي"


يطور مجموعة من العلماء الأميركيون علاجًا جديدًا يعرف باسم "الوقاية الكيميائية الخضراء"، يستعينون فيه بنبات "البروكلي" وغيره من الخضروات لمنع ظهور سرطان الفم والحلق والرقبة والرأس.

وأشادت دراسة بريطانية بالفوائد الغذائية التي يحملها "البروكلي" بوصفه نوعًا من الخضروات الغنية بالقيمة الغذائية، والمعروف بدوره في الوقاية من هذه الأمراض.

وأوضح العلماء أن الخضراوات مثل البروكلي والملفوف ونباتات الرشاد الورقية، لديها نسبة عالية من مادة "السلفورفان" الطبيعية، التي تساعد على حماية الأوعية الدموية والتقليل من تفاعلات الأكسدة، ويتسبب وجود هذه المادة في ظهور الطعم المر قليلًا في هذه الخضروات.

وقد أظهرت الدراسات السابقة، بما في ذلك تجارب على نطاق واسع في الصين، أن مادة "السلفورفان" تساعد على "تراجع" آثار العوامل البيئية المسببة للسرطان، و أظهرت التجارب المعملية التي أجريت على فئران التجارب، أن المستخلصات الطبيعية من مادة البروكلي التي تناولتها الفئران، ساعدت على وقايتها من ظهور سرطان الفم.

ويخطط العلماء الأميركيون الآن لإجراء التجارب السريرية أو الإكلينيكية، على المرضى الذين يواجهون احتمالات خطيرة لعودة سرطان الرأس والرقبة.

وسيمنحهم العلماء كبسولات دوائية تحتوي على مسحوق بذور البروكلي، لتحديد ما إذا كانت الحالة سليمة ولا تواجه احتمال عودة الخلايا السرطانية مجددًا، واختبار ما إذا كان لديها ما يكفي من التأثير الذي يقي خلايا بطانة الفم، من عودة الخلايا الخبيثة.

وصرَّح أستاذ مشارك في الدراسة، الطبيب جولي بومان من جامعة بيتسبرغ، قائلًا "لا يزال بعض الأشخاص الذين تم شفاؤهم من سرطان الرأس والرقبة، يواجهون خطر عودة المرض مرة أخرى، الذي سيكون له تأثير قاتل هذه المرة".

وأضاف بومان "لذلك نحن نعمل على تطوير علاج آمن، مستخلص من الجزيئات الطبيعية الموجودة في الخضراوات، لحماية بطانة الفم التي تتشكل فيه الخلايا السرطانية"
وتابع "كجزء من هذه الدراسة، أعطى العلماء مادة "السلفورفان" لفئران التجارب الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم على مدى أشهر عدة، وكانت النتائج التي كشف عنها العلماء مذهلة، حيث أظهرت التجارب تراجعًا ملحوظًا في تكوين الأورام السرطانية لدى القوارض".

وأكد الباحث دانيال جونسون من جامعة بيتسبرغ في كلية الطب، أنَّ "نتائج اختبار مادة "السلفورفان" على فئران التجارب، تبعث الأمل في قدرة العلاج الجديد، على الوقاية من سرطان الفم لدى البشر، الذين يتعرضون بشكل مستمر للملوثات البيئية والمواد المسببة للسرطان".

وشمل البحث أيضا إعطاء عصير الفواكه الذي يحتوي على مستخلصات "السلفورفان" من البروكلي،  لعشرة متطوعين أصحاء، لم يعانوا من أية آثار سلبية، واكتشف العلماء أنَّ مادة "السلفورفان" ساعدت على حدوث تغييرات في بطانة أفواههم، تحميهم من الإصابة بالسرطان، ما يعني أن خلايا بطانة الفم امتصت المادة، ووجهتها نحو الأنسجة المعرضة للخطر.

وتعتبر هذه النتائج كافية لإجراء التجارب السريرية، التي من شأنها أن تقي40 متطوعًا من عودة سرطان الرأس والرقبة مجددًا، وبالاعتماد على هذه النتائج يمكن التوسيع من نطاق التجارب السريرية.

واستدرك بومان "تتطلب الوقاية الكيميائية الخضراء موارد مالية أقل من التي تحتاجها دراسات الأدوية التقليدية، ويمكن أن تنتشر بسهولة أكبر في البلدان النامية حيث يشكل سرطان الرأس والرقبة مشاكل كبيرة".

وكشف العلماء عن هذه النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان في فيلادلفيا، حيث تم ربطها بدراسات سابقة تفيد بأهمية مادة "السلفورفان" للوقاية من سرطان الثدي، حيث تستهدف هذه المادة الخلايا التي تغذي نمو الأورام، ومنع تطور السرطان، وانتشار الخلايا الخبيثة.
 
يشار إلى أن المادة الكيميائية تساعد في التقليل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية، عن طريق تعزيز نظام الدفاع في الجسم، كما تفيد أيضاً في علاج مرض التوحد، والربو، والزهايمر.