قاعدة عسكرية أميركية في الصومال

في أول رد فعل رسمي لها، تراجعت الولايات المتحدة، التي اتهمتها منظمة «العفو» الدولية بالاستخفاف بمقتل مدنيين في الصومال، عن نفيها إصابة أيٍّ من أفراد القوات الأميركية أو الشريكة بجروح بعد قيام مسلحي حركة الشباب المتطرفة أول من أمس، بهجوم بعبوة ناسفة محمولة على مركبة في مجمع مطار وقاعدة «بلدوجلي» على بعد نحو 100 كيلومتر غربي العاصمة الصومالية مقديشو.

وقال بيان أصدرته، أمس، القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» إنها نفذت أول من أمس، بالتنسيق مع حكومة الصومال غارة جوية استهدفت إرهابياً من حركة «الشباب» بالقرب من بلدة كونو بارو الصومالية، موضحاً أن هذه الغارة الجوية قتلت إرهابياً واحداً بينما لم يسجل قتل أو إصابة مدنيين.

وقال الكولونيل في سلاح الجو الأميركي كريس كارنس، المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية: «هذه الغارة توضح أن القوات الأميركية والصومالية ستستمر في اغتنام كل فرصة لمواجهة وتقليل قدرة حركة الشباب على التخطيط لشن هجمات وتنفيذها».

أقرأ أيضًا:

واشنطن تدخل معدات عسكرية لدعم قواتها المحتلة في سورية قادمة من العراق

وكشفت «أفريكوم» النقاب عن إصابة أحد الجنود الأميركيين في الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» أول من أمس، على قاعدة عسكرية أميركية، مشيرة إلى أنها نفذت غارة واحدة لا غارتين كما سبق أن أعلنت في بيان لها مساء أول من أمس.

وطبقاً للبيان أجرت قوات «أفريكوم» 54 غارة جوية في عام 2019 ضد مقاتلي «داعش» في الصومال وحركة «الشباب» ومواقع القتال والبنية التحتية والمعدات. وكان بيان أصدرته «أفريكوم» قد نقل عن الجنرال ويليام غايلر، مدير عملياتها، قوله إن الهجوم الذي شنته أول من أمس، حركة «الشباب»، «رغم أنه غير فعال، يوضح التهديد المباشر الذي تشكله حركة (الشباب) على الأميركيين وحلفائنا ومصالحنا في المنطقة»، مؤكداً أن «مثل هذه الحوادث لن تضر بالضغوط التي تمارسها هذه الشبكة الإرهابية من قبل الحكومة الصومالية الفيدرالية والشركاء الدوليين». 

وأوضح البيان أنه رداً على هذا الهجوم ودفاعاً عن النفس، شنت قوات «أفريكوم» غارتين جويتين واستخدمت نيران الأسلحة الصغيرة التي استهدفت إرهابيي «الشباب»، مشيرةً إلى أن القوات الأميركية والقوات الشريكة قتلت عشرة إرهابيين ودمّرت سيارة متورطة في الهجوم، لكنها نفت في المقابل مقتل أو إصابة عسكريين أو مدنيين نتيجة لهذا الهجوم والغارة الجوية. وفي وقت سابق، صرح مسؤولون بالجيش والشرطة في الصومال بأن مسلحين هاجموا قاعدة عسكرية أميركية ورتلاً عسكرياً إيطالياً في شرق البلاد الذي يموج بالاضطرابات. وقالت السفارة الأميركية في بيان، أول من أمس: «أحبطت قوات الأمن هذا الهجوم الذي فشل في نهاية الأمر نتيجة تحليها باليقظة وسرعة الرد مما منع المهاجمين من اختراق الحدود الدفاعية الخارجية للقاعدة».

 وقال حسين شيخ علي وهو مستشار سابق بالأمن الوطني ومؤسس معهد «هيرال» وهو منظمة بحثية تركز على القضايا الأمنية مقرها مقديشو، إن الهجوم أظهر أن حركة «الشباب» لديها شبكة مخابرات على مستوى جيد ويمكنها شن عمليات معقدة. وأضاف  أن الهجوم أصاب جزءاً من القاعدة التي تضم قوات خاصة أميركية تشرف على عمليات القوات الصومالية، وقال: «هذا يعني أن لديهم مخابرات عالية المستوى ودرجة من القدرة للاقتراب فحسب من ذلك المكان».


وفي هجوم منفصل، تعرضت قافلة عسكرية إيطالية لهجوم بواسطة لغم أرضي على جانب طريق في مقديشو، مما أسفر عن وقوع انفجار قوي هز أجزاء من العاصمة. ونقلت وكالة «أكي» الإيطالية عن مصادر عسكرية إيطالية أن «مدرعتين من طراز (لينتش) ضمن رتل من ثلاث عجلات إيطالية، تعرضتا لانفجار لدى عودتهما من نشاط تدريبي يقوم به لصالح قوات الأمن الصومالية».

 في المقابل، اتهمت منظمة العفو الدولية، الولايات المتحدة، أمس، بقتل ثلاثة مدنيين في ضربة جوية في الصومال وبعدم التحقيق في تقارير بأنهم كانوا مزارعين ليست لديهم أي صلة بحركة «الشباب» المتطرفة. وقالت المنظمة إن تحقيقاتها توصلت إلى أن الثلاثة الذين قضوا في ضربة في 18 مارس (آذار) الماضي في جنوب الصومال أبرياء، رغم إعلان القيادة الأميركية الأفريقية (أفريكوم) أنهم كانوا من المتطرفين. غير أن المنظمة تقول في بيانها، إن مدنيين سقطوا بين القتلى، وتضيف أنها وثّقت أكثر من عشر حالات قُتل فيها أبرياء في ضربات جوية أميركية، موضحةً أن «أفريكوم» لم تقدم أي دليل يدعم تقديراتها بأن الثلاثة كانوا من المسلحين.

وقد يهمك أيضًا:

حلفاء إيران في البرلمان العراقي يتحرّكون بهدف إخراج القوات الأميركية