زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط

تتكثف الجهود على أكثر من خط لتطويق تداعيات حادثة عاليه، وعُقد أمس اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي الدرزي، جدد خلاله رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط انتقاده طريقة المداهمات، مع تأكيده أن الخطاب الاستفزازي هو الذي أدى إلى الانفجار، ووصف تصرفات وزير الخارجية جبران باسيل بـ"الصبيانية"، داعيًا رئيس الجمهورية ميشال عون لوضع حد لها.

وسجلت أمس اجتماعات عدة في إطار مساعي التهدئة، وعقد وزير الدفاع إلياس بوصعب اجتماعًا مع رئيس "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، ووزير شؤون النازحين صالح الغريب، في حين التقى جنبلاط مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي تولى مهمة الوساطة، وذلك قبل لقاء جنبلاط رئيس الحكومة سعد الحريري بدعوة من رئيس البرلمان نبيه بري بعد توتر العلاقة بين "المستقبل" و"الاشتراكي".

وأكد بري أن للجبل خصوصية، والمعالجة تكون بالسياسة والأمن والقضاء، ونقل نواب عن رئيس المجلس قوله، "إن للجبل خصوصية، وتاريخ لبنان السياسي يعرف من خلال خصوصية الجبل، وما حصل لا يعالج بالسياسة وحدها ولا بالأمن وحده ولا بالقضاء وحده، إنما يعالج بترابط هذه الملفات".

وتحدَّث الوزير إلياس بوصعب بعد اجتماعه مع الغريب وأرسلان عن "وجود كمين وعرقلة" أثناء زيارة الوزير جبران باسيل إلى عاليه، في حين أكد أرسلان على المطالبة بتحويل القضية إلى المجلس العدلي، من دون أن يتم الإعلان عن موعد تشييع جثتي مرافقي الغريب اللذين سقطا في الحادثة بعدما كانت عائلتاهما قد تسلمتهما.

وكان فرع المعلومات قد تسلّم من الأمن العام ثلاثة موقوفين في الحادثة، إضافة إلى آخرين من الجيش اللبناني، ويستكمل اللواء إبراهيم اتصالاته لتسليم المزيد من المطلوبين بعدما باتت اللائحة بأسمائهم شبه مكتملة لدى الأجهزة الأمنية.

وقال بوصعب الذي كان برفقة باسيل في جولته في الجبل: "كنّا على مسافة 5 دقائق عن مكان إطلاق النار في عاليه، والوقائع تُظهر أن ما حصل في المنطقة هو مكمن وعرقلة، فعندما تقطع الطريق بسيارة واضحة وتُحرق الدواليب، فمعناه أن هناك مكمنا، لكن لا أُريد استباق التحقيق أو توجيهه في اتّجاه معيّن، ولن أقول شيئًا لم يقله التحقيق بعد، وسننتظر النتيجة من قبل الأجهزة الأمنية".

وأكد أنه لمس إيجابية وحرص أرسلان على السلم الأهلي، والحفاظ على السلم في الجبل رغم صعوبة الأزمة، وما يطالب به بسيط وهو الحقيقة، وليس لديه نيّة انتقاميّة.

بدوره، اعتبر أرسلان "أن ضرب هيبة المؤسسة العسكرية هو ضرب هيبة البلد"، ولفت إلى أنه أطلع بوصعب "على كثير من التفاصيل وزودته بفيديوهات ومعلومات دقيقة عما حصل في موضوع الكمين لاغتيال الوزير صالح الغريب، ومسألة الاغتيال والكمين لوزير حالي ليست خاضعة للتفاوض مع أحد، وإصرارنا على المجلس العدلي ليس من خلفية نكايات، والتعرض لأي وزير هو تعرض مباشر للسلم الأهلي، والتوصيف الجرمي هو الأساس، وأي محاولة للعب فيه غير مقبولة".

وبعد انتهاء اجتماع المجلس الدرزي الموسع، أكد جنبلاط رفضه استباق التحقيق في الحادثة، داعيًا إلى "الهدوء والانفتاح والتأكيد على الحوار لتثبيت الأمن والمصالحة". وقال: "نحيي الجيش ونحن تحت سقف القانون والعدالة"، معتبرًا أن "طريقة ملاحقة المطلوبين قد تكون غير لائقة في مجتمعنا".

ورفض "الخطاب الاستفزازي وكلام وزير الدفاع إلياس بوصعب الاستباقي للقضاء". وسأل: "كيف علم باسيل بوجود كمين واستبق القضاء؟ ولماذا يريد وزير الخارجية جبران باسيل هذه المواكبة الهائلة من الجيش لزيارة الجبل؟".

وطلب جنبلاط من رئيس الجمهورية ميشال عون "وضع حد لهذه التصرفات الصبيانية"، وأضاف: "لماذا العودة إلى نبش القبور والكحالة وسوق الغرب؟ (في إشارة إلى حرب الجبل في مرحلة الحرب الأهلية)، قائلًا: "يطوّل بالو باسيل... يريد أن يصل، لكن ليس بهذه الطريقة، لماذا هذا الخطاب الاستفزازي والعراضات والمواكب؟".

قد يهمك أيضًا 

سياسيون يرجحون قيام وزير خارجية لبنان بزيارة دمشق بدلًا من "عون"  

باسيل يؤكد قوانين أميركا لا تعنينا ولا نعتبر "حزب الله" إرهابيًا