الجيش العراقي

شن مسلحو تنظيم داعش الإرهابي، مساء الأحد، هجوما على الجيش العراقي في داقوق قرب قرية عرب كوي بمحافظة كركوك، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" بأن 3 جنود عراقيين قتلوا خلال الهجوم، فيما خطف جندي وجرح جندي آخر من لواء 45 الفوج الثالث/ السرية الأولى.

ويأتي هجوم داعش بعد مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخرين الأسبوع الماضي، إثر سقوط عدد من القذائف في معسكر بمحافظة كركوك شمالي العراق. وتعرضت القواعد العسكرية العراقية، التي تنتشر فيها قوات أميركية، لهجمات صاروخية متكررة خلال الأسابيع الماضية، تم تكثيفها وسط اشتداد موجة الاحتجاجات المناهضة للسلطات في البلاد.

واتهمت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها، مايك بومبيو، "إيران وأتباعها" بالوقوف وراء هذه الهجمات، متعهدة بأن ترد بحزم حال تضرر أي من الأميركيين أو حلفائهم العراقيين من جراء هذه الاعتداءات. فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل من دعوة البرلمان العراقي، الأحد، إلى إلزام القوات الأجنبية بالانسحاب من البلاد بعد مقتل قائد عسكري إيراني كبير وقيادي بالحشد الشعبي العراقي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، مورغان أورتاغوس، في بيان "بينما ننتظر مزيدا من التوضيح بشأن طبيعة قرار اليوم وأثره القانوني، نحث بقوة الزعماء العراقيين على إعادة النظر في أهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية بين البلدين والوجود المستمر للتحالف الدولي لدحر تنظيم داعش".

ويأتي ذلك بعد أن قرر البرلمان العراقي إنهاء العمل بالاتفاقية الأمنية مع التحالف الدولي ضد داعش، على الرغم من غياب الكتل السنية والكردية، وصوت على قرار يطالب الحكومة بإنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، وعدم استعمال الأراضي العراقية أو المجال الجوي لأي سبب كان.

وأوضح القرار، الذي صوت عليه البرلمان، أن الحكومة ملزمة بإلغاء طلب المساعدة الأمنية من التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش بسبب إنهاء العمليات العسكرية في العراق وتحقيق النصر.

يشار إلى أن قرارات البرلمان تختلف عن القوانين، كونها غير ملزمة للحكومة.

من جانبه، أبلغ رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان خلال اتصال هاتفي بأن المسؤولين يعملون حاليا على تنفيذ قرار البرلمان بشأن طرد القوات الأجنبية.

وقال مكتب عبد المهدي في بيان "المسؤولون يعدون مذكرة للخطوات القانونية والإجرائية لتنفيذ قرار البرلمان بشأن طرد القوات الأجنبية".

وأضاف البيان أن لو دريان نقل رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب فيها إتاحة وقت أكبر لبحث  مستقبل وجود القوات الأجنبية "في ظل احترام سيادة العراق".

فيما هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الأحد، بفرض عقوبات "كبيرة" على العراق إذا أجبرت القوات الأميركية على المغادرة، فيما توعد إيران "بانتقام كبير" إذا ثأرت لمقتل قائدها العسكري البارز قاسم سليماني.


وأبلغ ترامب الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية "آير فورس وان"، عائدا إلى واشنطن بعد عطلة استمرت أسبوعين في فلوريدا، أن الولايات المتحدة لن تترك العراق إلا إذا دفعت الحكومة العراقية تكلفة القاعدة الجوية الأميركية هناك.

وقال ترامب: "لدينا قاعدة جوية هناك باهظة التكلفة بشكل استثنائي. لقد احتاجت مليارات الدولارات لبنائها منذ فترة طويلة قبل مجيئي. لن نغادر إلا إذا دفعوا لنا تكلفتها".

وأوضح أنه إذا طالب العراق برحيل القوات الأميركية ولم يتم ذلك على أساس ودي، "سنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها من قبل مطلقا. ستكون عقوبات إيران بجوارها شيء صغير".

وعن إيران، توعد ترامب طهران بـ"انتقام كبير" إذا شنت هجوما على منشآت أميركية في الشرق الأوسط ردا على مقتل الجنرال قاسم سليماني. وقال "إذا فعلوا أي شيء فسيكون هناك انتقام كبير".

وأوضح أنه مستعد لاستهداف المواقع الثقافية الإيرانية لأن إيران قتلت أميركيين، مضيفا أن إدارته "قد تدرس" نشر معلومات استخباراتية تتعلق بعملية قتل سليماني.

وفي وقت سابق، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة سترد سريعا و"ربما بطريقة غير متناسبة" إذا هاجمت إيران أي فرد أو هدف أميركي.

وقال ترامب على "تويتر": "هذه المنشورات الإعلامية تمثل إشعارا للكونغرس الأميركي بأن إيران إذا هاجمت أي شخص أو هدف أميركي، فسترد الولايات المتحدة بسرعة وبشكل كامل وربما بطريقة غير متناسبة. مثل هذا الإشعار القانوني غير مطلوب لكنه صدر رغم ذلك".

وتأتي تهديدات ترامب بعد إعلانه أن الولايات المتحدة حددت 52 موقعا إيرانيا سيضربها الجيش إذا استهدفت إيران أي أميركيين أو أي أصول أميركية ردا على مقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني.

وقال ترامب على "تويتر": "إيران تتحدث بجرأة شديدة بشأن استهداف أصول أميركية محددة للرد على قتل سليماني".

وأضاف ترامب أن بلاده "حددت 52 موقعا إيرانيا" وأن بعضها "على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية وإن تلك الأهداف وإيران ذاتها ستُضرب بسرعة وبقوة كبيرة".

وتابع: "الولايات المتحدة لا تريد أي تهديدات أخرى!"، مشيرا إلى أن الأهداف المحددة تمثل 52 أميركيا احتجزوا رهائن في إيران في السفارة الأميركية بطهران عام 1979.

وذكر البيت الأبيض في بيان أن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الوضع في العراق وإيران في اتصال هاتفي أمس الأحد.

ولم يذكر البيان تفاصيل وأشار فقط إلى أن الزعيمين "أكدا على التحالف الوثيق بين البلدين"، وفقا لرويترز.

ودعت مجموعة دول "إي3" المؤلفة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، اليوم الإثنين، إيران إلى الامتناع عن أي تحرك ينطوي على عنف وحثتها على العودة لاحترام التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015.

وشددت الدول الثلاث على أهمية وقف تصعيد التوتر في العراق وإيران وأكدت على التزامها بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم)، وفقا لرويترز.

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، فجر الجمعة الماضي، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بالإضافة إلى أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وآخرين، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال. وتتهم واشنطن سليماني، الذي كانت تضعه على قائمة الإرهاب لديها، بالمسؤولية عن العديد من الهجمات التي أوقعت قتلى أميركيين والتجهيز لمزيد من تلك الهجمات.

وقد يهمك أيضًا:

الجيش العراقي يكشف خسائر البلاد من قطع المنشآت وسد الطرق خلال الاحتجاجات

الجيش العراقي ينتشر حول المدارس ويُراقب المُعلّمين وجسور بغداد في يد المُحتجّين