مكافحة التطرف البريطانية

اعتقلت أجهزة الأمن البريطانية أربعة شبان بريطانيين في مداهمات لمكافحة التطرف في العاصمة البريطانية لندن، والمستمرة على مدى الأسبوعين الماضيين، ووُجِّهت إليهم تهم الاستعداد لتنفيذ هجوم انتحاري.

وأوضحت مصادر أنَّ المتهمين هم طالب طب ويدعى طارق حسان 21عامًا وصهيب مجيد 20عامًا ونالي هامليت 24 عامًا ومؤمن معتصم 21عامًا، وأشارت إلى أنَّ المتهمين أقسموا على ولائهم للتنظيم المتطرف "داعش"، وعثرت أجهزة الأمن في حوزتهم بندقية ومخططات لإطلاق النار على ضابط شرطة وجنود في العاصمة.

واستمع قضاة محكمة "ويستمنستر" أمس الجمعة، إلى الادعاءات التي تضمّنت مؤامرة مزعومة لاستخدام "غوغل ستريت فيو" لإجراء استطلاع معادي على مركز "شيبرد 
بوش" للشرطة، إضافة إلى الثكنات البيضاء للجيش وقواته المكافحة للتطرف، وزعمت أنَّ الرجال أرسلوا صورًا عبر موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" لاثنين من ضباط شرطة العاصمة واثنين من ضباط دعم المجتمع المحلي.

وأضافت المصادر، أنَّ الطلاب امتلكوا بندقية كاتمة للصوت وذخيرة، إضافة إلى درّاجة نارية، كما أنَّ المؤامرة المتطرفة المزعومة يُدعى أنَّها جزء من فتوى أحد كبار قادة "داعش" بتوجيه ضربات ضد الولايات المتحدة وحلفائها انتقامًا للضربات الجوية الأميركية ضد المتطرفين في العراق.

وتم توجيه الاتهامات إلى رجل خامس، يٌدعى ناثان كوفي 25عامًا، لحيازته أسلحة نارية، وأشارت مصادر في الشرطة إلى أنَّ هناك مزاعم بمحاولته نقل مسدس كاتم للصوت؛ لكنَّ التهم الموجهة إليه لا تندرج تحت قانون التطرف.

ويواجه الطلاب الخمس تهم الولاء لـ"داعش" بقصد ارتكاب أعمال متطرفة أو مساعدة الآخرين على ارتكاب مثل هذه الأعمال في الفترة ما بين 8 تموز/ يوليو و7 تشرين الأول/ أكتوبر 2014.

في تلك الفترة وفي أواخر شهر آب/ أغسطس، تمَّ رفع مستوى التطرف في المملكة المتحدة، بسبب المخاوف الحادة من هجوم مستوحى من قبل المتطرفين الموالين لـ"داعش" في كل من سوريا والعراق، حيث حذرت الشرطة الجمعة الماضية من أنَّها يمكن أن تكون هدفًا للهجوم، وطالبت بتوخي مزيد من الحذر بشأن سلامتهم الشخصية.

وبعد ساعات من اتهام الشباب الخمسة، مثلوا أمام المحكمة، وبجانبهم أكثر من عشرة ضباط، بينهم ضابط بملابس مدنية يرتدون سترات واقية من الرصاص، إضافة إلى ضباط الأمن.

وأكد المدعي مارك داوسون للمحكمة أنَّ القضية تدور حول مؤامرة مزعومة، ليست مكونة بشكل كامل، ولكنَّها تهدف لإطلاق النار وقتل الضباط والجنود في شوارع لندن، مضيفًا أنَّ 21 تفصيلة ضمن تهمة التطرف متعلقة بالمتهمين.

ولا يزال الخمسة شبان في الحجز، وسيظهرون مرة أخرى في المحكمة في وقت لاحق هذا الشهر، وتمَّ الإعلان عن تفاصيل المؤامرة المزعومة من قبل الشرطة، بأنَّ هناك إدعاءات تفيد أنَّ الأربعة رجال يستخدمون كلمات مشفرة للتواصل من أجل الحصول على المال والدرجات النارية، كما كان بحوزتهم أسلحة من ماركات مختلفة.

وتشير المصادر إلى أنَّ الدعوى تزعم إتباع المتهمين فتوى أبو محمد العدناني أحد قادة "داعش" بتوجيه هجمات ضد الغرب، ويزعم أيضًا أنَّ لهم نسخ من المواد المتطرفة، بما في ذلك طبعات من مجلة "انسباير" وطبعة من مجلة "داعش" التي تدعى دابق، والتي نشرت إصدارها الرابع في 4 تشرين الأول/ أكتوبر، واحتوى على مواد أخرى بين صور ورسومات عن ذبح ستيفين سوتلوف.

وقالت الشرطة إنَّها اعتقلت رجلًا يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأطلقت سراحه الجمعة الماضية لعدم وجود أدلة كافية ضدَّه، كما تم الإفراج عن امرأة اعتقلت يوم الاثنين الماضي وتم الإفراج عنها بكفالة في انتظار المزيد من التحقيقات.

ويتصاعد القلق بين مسؤولي مكافحة التطرف في المملكة المتحدة، بسبب تصاعد احتمالية نجاح المتطرفين في سورية لجذب الشباب البريطاني.