الرئيس الأميركي باراك أوباما

أفادت القناة العبرية العاشرة، اليوم الاربعاء، بأنَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما نقل رسالة إلى إسرائيل لوضع الخلافات خلف ظهورهم في محاولة منه لتهدئة الأوضاع بعد الخلافات حول الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.

وذكرت القناة، أنَّه في الوقت الذي تعرب فيه إسرائيل عن معارضتها للاتفاق في كل فرصة، أرسل أوباما رسالة أكّد فيها أنَّه مستعد لوضع كل القضايا على الطاولة بما في ذلك "الفيتو الأميركي" ضد الاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الأمن الدولي.

وأشارت القناة إلى أنَّ إسرائيل سترفض في هذه المرحلة التزامات أوباما وستعمل على الانضمام إلى معارضيه من الجمهوريين في الكونغرس للتعبير عن معارضتهم للاتفاق النووي.

وفي سياق متصل، انتقدت صحيفة نيويورك تايمز، في عددها الصادر اليوم الاربعاء، سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران.

وكتبت الصحيفة: "أنَّ نتنياهو يعتقد أنه وحده يمكن أن يستطيع أن يملي شروط الاتفاق التي وضعت بعد عام ونصف من المفاوضات ليس فقط من قبل الحليف الولايات المتحدة وإيران، بل أيضًا من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين".

ولفتت الصحيفة إلى أنَّ الاتفاق يهدف لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، معتبرةً أنَّ عدم التوصل لاتفاق سيمنح طهران الوقت لمواصلة برنامجها النووي وأن ما تم التوصل إليه لا يمكن التوصل لأفضل منه.

كما عاد الملف الفلسطيني ليجد مساحة في الصحف (الإسرائيلية)، فبعد انشغالها طوال الأسابيع الأخيرة بالانتخابات ومفاوضات الملف النووي الإيراني حاولت الصحف اليوم، استشراف مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين واقتراح أسس الحل، لكن بلا دولة فلسطينية.

من جانبه، اعتبرت صحيفة "هآرتس"، إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استعداده لاستئناف المفاوضات فورًا وبلا شروط، دليلًا آخر على السلوك السياسي الفلسطيني المتفوق على السلوك السياسي الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة، أنَّه خلافًا لإعلان بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات بأنَّه في زمن ولايته كرئيس للوزراء لن تقوم دولة فلسطينية، يواصل عباس الظهور كمعتدل في المنطقة يحترم قرار الناخب (الإسرائيلي) ويسعى إلى حل غير عنيف للنزاع.

وأوضحت، أنَّ عباس يشق بثقة طريقه إلى اعتراف دولي وّاسع وينجح في إقناع العالم بجدية نواياه للوصول إلى حل وسط وتحقيق تسوية دائمة في المنطقة على أساس المبادرة العربية، داعية نتنياهو إلى أن يقبل عرض عباس ويعيد (إسرائيل) الى طاولة المفاوضات.

من جهته، رأى الصحافي أفيشاي عبري، في صحيفة "معاريف"، أنَّ فكرة الدولة الفلسطينية غير عملية، متسائلًا عن كيفية التعامل مع ما سماها مشكلة العرب الفلسطينيين في (إسرائيل) من النهر إلى البحر.

وأضاف عبري، أنَّ السياسيين الذين يواصلون الحديث عن دولة فلسطينية كحل يكذبون وهم يعرفون ذلك، لافتًا إلى أنَّ هذه الدولة لن تقوم، ومطالبًا إياهم بأن يوضحوا كيفية التعامل مع العرب في تلك الدولة.

من جانهب، اعتبر زلمان شوفال، أنَّ التحدي السياسي الذي ينتظر (إسرائيل) هو محاولة فرنسا منذ فترة الدفع بمبادرة مؤيدة للعرب، إذ باتت تعتقد أن الفرصة مناسبة لتمريرها في مجلس الأمن نظرًا للعلاقات "العكرة" بين (إسرائيل) والإدارة الأميركية.

وأضاف شوفال، أنَّ المؤشرات تتزايد على أن فرنسا ستجدد مبادرتها التي ستتضمن هذه المرة إشارة محددة إلى حدود 1967 والقدس كعاصمة لدولتين، مع تجاهل إلغاء حق العودة والاعتراف (بإسرائيل) كدولة يهودية، داعيًا إلى صد هذه المبادرة.

وفي نفس السياق، تطرقت صحيفة "معاريف"، إلى الوضع الصعب في غزة، داعية إلى الخروج بمبادرة لرفع الحصار وإعمار قطاع غزة بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الدول العربية، مقابل أن تتعهد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالهدنة.

وأضافت الصحيفة، أنَّ إسرائيل تواجه اليوم أربع مشاكل رئيسية في مجال السياسة الخارجية والأمن، وهي اتفاق التفاهمات بين الدول العظمى وإيران حول الموضوع النووي، وشبكة العلاقات مع إدارة أوباما، والتقلبات في المنطقة والتهديدات النابعة منها، والمسألة الفلسطينية.

واعتبرت الصحيفة أنَّ إسرائيل موجودة تحت انتفاضة سياسية فلسطينية، في وقت يخطط فيه الفرنسيون في مجلس الأمن لطرح مشروع قرار يعترف بالدولة الفلسطينية، وفي قطاع غزة توجد إمكانية للاشتعال.

ودعت الصحيفة إسرائيل إلى أن تقرر إن كانت ستواصل الرد والدفاع أو أن تبادر، موضحة أن على كل من يرغب في دولة فلسطينية أن يُبين كيف ستسيطر السلطة الفلسطينية على غزة.

ونوْهت أنَّه توجد أمام إسرائيل فرصة للخروج بمبادرة ستُسمى "غزة أولًا برعاية إقليمية" وأساسها يكون مؤتمر دولي برئاسة الولايات المتحدة ومشاركة إسرائيل، واستعدادها لرفع الحصار تدريجيًا، وإعمار القطاع وتنفيذ مشاريع اقتصادية، ورعاية من طرف كل الدول العربية التي تحارب ضد إيران، وتعهد حماس بهدنة لمدة عشر سنوات.