الأسرى الفلسطينيون في سجون ومُعتقلات الاحتلال

كشف استشهاد الأسير رائد الجعبري، الثلاثاء الماضي، في أقبية التحقيق الإسرائيلية مدى التعذيب الوحشي الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون ومُعتقلات الاحتلال.

وفيما بين التشريح لجثة الشهيد الجعبري بأنه تعرض لتعذيب شديد وتهشم في جمجمته من جراء ضربه بشكل وحشي على يدّ المُحققين والسجّانين الإسرائيليين، أكد مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس: "إنّ جريمة قتل الأسير الشهيد رائد الجعبري قبل عدّة أيام على يد جنود الاحتلال في سجون الاحتلال تكشف عن أساليب التعذيب القاسية والعنيفة التي ترتكبها إدارة السجون بحق الاسرى الفلسطينيين".

ووفق المركز فإنّ الشهيد الجعبري استشهد جراء تعرضه للضرب الشديد على الرأس من قِبل جنود الاحتلال، مبيّنًا أنّ الضرب على الرأس هو واحد من بين الكثير من الأساليب التي ترتكبها إدارات السجون بحق الأسرى.

وأوضح مركز أبو جهاد أنه سبق للقائمين على سجون الاحتلال أنّ قتلوا بشكل متعمد مئات الأسرى الفلسطينيين مثل الشهيد الجعبري باستخدام وسائل مختلفة في المعتقلات ومراكز التحقيق ومن هذه الوسائل: إطلاق نار مباشر من مسافة صفر تجاه الأسرى، وتحطيم الجمجمة بعقب المسدس والعصي، وضرب عنيف حتى الموت، وتحطيم الحنجرة، والخنق حتى الموت بعد تمزيق الرئتين وإدماؤهما، وسكب الماء في الشعب الهوائية، والضرب المتواصل على البطن والجنبين لتمزيق الكبد والكلى، والضرب على القلب، إضافة إلى الضرب على الخصية والأرجل والأيدي.

ودعا مركز أبو جهاد كافة الحقوقيين الفلسطينيين والعرب والدوليين التعبير عن شعورهم بالظلم الفادح الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ يقترن تعبيرهم عن ذلك بإقدامهم على رفع دعوى أمام المحاكم الأوروبية لمقاضاة رئيس وزراء حكومة إسرائيل ومدير مصلحة السجون ومدير السجن الذي جرى فيه ضرب الأسير الجعبري دون توقف حتى الموت؛ لأن ما قاموا به جريمة ضد الانسانية يجب أنّ لا يفلت من ارتكبها دون عقاب.

وناشد مركز أبو جهاد لشؤون الأسرى كافة المعنيين الوقوف بحزم حيال هذه الجريمة البشعة المرتكبة بدم بارد الذي ينمّ عن التمييز العنصري البغيض الذي يتبناه من نفّذ هذه الجريمة, وهو تمييز صهيوني يعتبر الفلسطيني "غوييم" وهو فكرة صهيونية تعني أنّ الفلسطيني والعربي لا ترقى إنسانيته إلى مستوى بني البشر.

وأوضح مركز أبو جهاد أنّ وتائر ارتكاب الإسرائيليين لهذه الجرائم ضد الأسرى في السجون وضد أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام، في تزايد تصاعدي وهذا لا ينمّ إلا عن استفحال النزعة اليمينية العدوانية التي لا تقلّ شراسة عن النزعة النازية وهو ما يتطلب من الحقوقيين إيجاد السُبل القانونية لمحاكمة كل من أجرم بالحق الانساني لأبناء الشعب الفلسطيني, أما من ناحية أُخرى فإنّ محاكمات مرتكبي الجرائم وملاحقتهم وتنفيذ الأحكام عليهم لابد أنّ تردع هذا التطرف العدواني الاسرائيلي وأنّ توقف حالة الابادة التي تنفذها إسرائيل وحكومتها المتطرفة وطالت أكثر من 15 ألف شهيد وجريح سقطوا خلال حرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني خلال الشهرين الماضيين.

وبيّن مركز أبو جهاد أنّ حالة حرب الابادة التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ العام 1948 حصدت ما ينوف عن 250 ألف فلسطيني بنسبة تزيد عن ثلث التعداد إبان النكبة وهي نسبة أعلى من أيّة إبادة عرقية لشعب حدثت في التاريخ.

واختتم مركز أبو جهاد بيانه بمناشدة الجميع وعلى رأسهم الحقوقيين بأن يهبوا لوقف جرائم الاحتلال بحق الاسرى وجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، التي تجري بناءً على تخطيط بدأ منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بازل العام1898 وترسخت عوامله بصدور وعد بلفور العام1917.