قوات الاحتلال الإسرائيلي

استشهد ثلاثة فلسطينيين في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحدهم متأثرًا بجراحه خلال هجوم بالسكين في القدس هو الأول منذ أسبوعين، والثاني في هجوم قرب نابلس، والثالث متأثرًا بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات.

وقدمت نيوزيلندا إلى مجلس الأمن مشروع قرار يدعو الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي إلى عدم القيام بأعمال من شأنها أن تجهض جهود السلام، "بما في ذلك التوسع المستمر للمستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة" في مقابل عدم لجوء الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأثار مشروع القرار ردود فعل متباينة، بين "صمت" أميركي وإسرائيلي، و"ترحيب مبدئي" أوروبي، و"تحفظ" عربي.

وميدانيًا، توفي شاب فلسطيني (23 عامًا) متأثرًا بجراح أصيب بها خلال هجوم بسكين على سائح أميركي، وادعت الشرطة الإسرائيلية إن الشاب من سكان كفر عقب في القدس، طعن سائحًا أميركيًا وأصابه بجروح طفيفة قرب محطة قطار عند الشارع الرقم واحد الذي يقسم مدينة القدس المحتلة.

كما استشهد الفلسطيني قاسم سباعنة (20 عامًا) ظهر أمس وأصيب شاب آخر بعد أن حاولا طعن أفراد من "حرس الحدود" الإسرائيلي عند حاجز زعترة جنوب نابلس، وزعمت شرطة الاحتلال أنَّ الشابين "وصلا على متن دراجة نارية إلى المنطقة وكانا يحملان السكاكين".

وفي الخليل التي ينحدر منها ربع الشبان الذين قتلوا في المواجهات الأخيرة، اندلعت أمس مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، وامتدت لاحقًا إلى بيت لحم ومدخل مدينة رام الله ونابلس، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن طفلًا فلسطينيًا توفي اختناقًا في الضفة بسبب الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لتفريق المتظاهرين.

وأوردت صحيفة "معاريف" العبرية أن الجيش يبحث اتخاذ "تدابير وقائية" لمنع الهجمات في هذه المنطقة التي ترتدي رمزية كبرى، مضيفة أنه قد يستلهم من الإجراءات التي تم اتخاذها في الأحياء الفلسطينية في القدس حيث نصبت الشرطة نقاط تفتيش على مداخل الأحياء وقطعت الطرق.

وفي قطاع غزة، لبى فلسطينيون دعوة الفصائل الفلسطينية، وتظاهروا في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية للقطاع بعد صلاة الجمعة تضامنًا مع "شهداء الخليل" السبعة الذي استشهدوا خلال الأيام القليلة الماضية، ووقعت اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي أسفرت عن إصابة أكثر من 50 فلسطينيًا.

كما استشهد رضيع فلسطيني في بيت لحم اختناقا بالغاز نتيجة قنابل مسيلة للدموع أطلقها جنود إسرائيليون خلال مواجهات جديدة وقعت في الضفة الغربية.

وصرَّح متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بأن "الطفل رمضان ثوابتة توفي اختناقا الجمعة، بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي بعد أن انتشر في منزل عائلته" في بيت لحم.

وأطلق الغاز المسيل للدموع أثناء اشتباك بين الجنود الإسرائيليين وشبان فلسطينيين في بيت لحم كانوا يرشقون الحجارة في سلسلة الاشتباكات التي عمت الضفة الغربية وغزة الجمعة.

وكان سبعة شبان فلسطينيين استشهدوا خلال الأيام القليلة الماضية قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، ويزعم الإسرائيليون أنهم كانوا يحاولون طعن إسرائيليين الأمر الذي ينفيه الفلسطينيون.

وتصاعدت موجة غضب الفلسطينيين مع رفض الإسرائيليين تسليم جثث الشهداء الذين ارتقوا في هجمات على مستوطنين، إلا أن الجيش الإسرائيلي عاد وأكد انه سلم الجمعة جثث سبعة فلسطينيين في مبادرة قد تكون لتهدئة التوتر.

وأوقعت المواجهات والهجمات 66 شهيدًا فلسطينيا وتسعة قتلى إسرائيليين منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها شرعت بناء نحو 800 مسكن استيطاني جديد في أربع مستوطنات قائمة في الضفة الغربية.

وأمام موجة التوتر الجديدة هذه قدمت نيوزيلندا مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تجنب الأعمال التي يمكن أن تنسف جهود السلام، وعدد مشروع القرار من ضمن هذه الأعمال توسيع المستوطنات لدى الجانب الإسرائيلي، والخطوات التي يقوم بها الفلسطينيون أمام المحكمة الجنائية الدولية لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.

إلا أن الفلسطينيين غير الراضين على المبادرة النيوزيلندية سلموا الجمعة المدعية العامة للمحكمة في لاهاي ملفا من 52 صفحة يتهمون فيه "إسرائيل" بارتكاب "عمليات قتل تعسفية وبالقيام بتنظيف عرقي".