الرئيس الفلسطيني محمود عباس

كشفت مصادر في الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأحد، عن نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشكيل طاقم تفاوضي تحضيرًا لاستئناف المفاوضات السياسية مع الجانب الإسرائيلي، فيما أكدت المصادر أن الطاقم سيضم شخصيات سياسية مخضرمة في السلك الدبلوماسي الفلسطيني.

وأفادت المصادر، بأن الطاقم التفاوضي الجديد الذي يعتزم أبو مازن تشكيله للمشاركة في المفاوضات القادمة مع الجانب الإسرائيلي سيضم شخصيات فلسطينية ذات وزن سياسي ثقيل إضافة الى شخصيات اقتصادية وأمنية رفيعة المستوى، مضيفة " أنه يجري الآن الإعداد لتشكيل الطاقم الجديد بناء على طلب من الإدارة الأميركية التي طالبت السلطة الفلسطينية البدء بتشكيل لجنة تفاوضية مع الجانب الإسرائيلي تكون هي المرجعية الوحيدة في الشؤون التفاوضية مع إسرائيل."

وأكدت المصادر، رغبة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إعفائه من المشاركة في الجولة التفاوضية الجديدة مع إسرائيل، في حين نقلت مصادر مقربة من عريقات قوله "بعد هذا العمر حان الوقت للتفرغ لحياتي الخاصة وعائلتي، ومتابعة مؤلفاته من الكتب السياسية."

وأوضحت المصادر،"أنه حتى الآن لم يتقدم عريقات بطلب إعفائه من منصبه الحالي إلا أنه يترقب الفرصة المناسبة من أجل التقدم بهذا الطلب للرئيس محمود عباس حين تكون الفرصة مواتية لذلك".

ومن جهة أخرى تتحسب "إسرائيل" من مبادرات فلسطينية أخرى ترمي إلى مقاطعة دولية ضدها، في أعقاب الطلب الذي قدمه الفلسطينيون إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لطرد "إسرائيل" من الاتحاد والذي تراجع الفلسطينيون عنه في اللحظة الأخيرة، يوم الجمعة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن التقديرات في "إسرائيل" تشير إلى أن الفلسطينيين سيحاولون طرح مطالب ضد "إسرائيل" خلال اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية من 205 دول والذي سيعقد في واشنطن في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

كما تتحسب "إسرائيل" من إعادة طرح الطلب الفلسطيني على مؤتمر "الفيفا" العام المقبل والذي سيعقد في المكسيك.

وقال رئيس دائرة الدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، يوفال روتيم، إن "هذه هي المعركة الدبلوماسية الجديدة. الفلسطينيون يأخذون هذا العالم باتجاه نزع شرعية "إسرائيل" في حلبات جديدة في مجال العلوم والرياضة والثقافة ويخرجونه من الأماكن الكلاسيكية في الأمم المتحدة.

ووفقًا للصحيفة، فإنه في "إسرائيل" يدركون أن أية مواجهة كهذه تؤدي إلى تراجع مكانة "إسرائيل" الدولية. وأشارت مصادر في الخارجية "الإسرائيلية" إلى أن "إسرائيل موجودة في وضع تتوسل فيه إلى صديقاتها من أجل مساعدتها، وليس مؤكدًا أنها ستتمكن غدًا من طلب المساعدة مجددًا".

 

وأضافت المصادر ذاتها، أن "هذه كرة قدم اليوم، وقد تكون كرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة غدًا، وتوجد دورة ألعاب أولمبية العام المقبل، وفي اللحظة التي تدخل فيها إلى حراك كهذا من التهديدات بالمقاطعة والإقصاء، فإنك تدخل إلى فترة سيحاولون فيها إحراجك وجرك إلى مداولات كهذه".

وكانت السلطة الفلسطينية، بواسطة مندوبها في فيفا ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، جبريل الرجوب، أعلنت، قبل دقائق من تصويت مؤتمر فيفا على طلب طرد "إسرائيل"، عن تراجعها

عن هذا الطلب، بعد أن وافقت "إسرائيل" على أربعة مطالب، بينها منح الرياضيين الفلسطينيين حرية الحركة، ورفضت الطلب الخامس بإخراج فرق كرة القدم في المستوطنات من الدوري "الإسرائيلي".

وأدار رئيس حكومة "إسرائيل"، بنيامين نتنياهو، الأزمة الدبلوماسية في مؤتمر فيفا من فندق في مدينة صفد، حيث نزل مع عائلته في نهاية الأسبوع الماضي.

واعتبر المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، باراك رافيد، أن الفيفا أخرجت لـ "إسرائيل" بطاقة صفراء، بعد أن قرر مؤتمرها تشكيل لجنة دولية تكون مهمتها مراقبة تعامل الاحتلال "الإسرائيلي" مع لاعبي كرة القدم الفلسطينيين، والبحث في التعامل العنصري تجاههم.

وكتب رافيد أن رفض "إسرائيل" لمطالب يطرحها الفلسطينيون منذ عامين أدى إلى جرها إلى أزمة في الفيفا لم تكن هناك حاجة لها "وألحقت ضررًا بمكانتها الدولية وأدت إلى تآكل صورتها بشكل أكبر في الغرب".

وأضاف رافيد أن "النزاع في فيفا ينبغي أن يشعل مصباح تحذير أمام حكومة "إسرائيل" في سياق أوسع، فالجمود السياسي والبناء في المستوطنات تزود ذخيرة للاستراتيجية الفلسطينية لعزل "إسرائيل" وتحويلها إلى دولة مجذومة في العالم. ونجحت "إسرائيل" في كبح معظم الخطوات ضدها، لكن كلما مر الوقت تصبح هذه المهمة أصعب أكثر".