محادثات فلسطينية إسرائيلية فى القاهرة

يُصِر الاحتلال الإسرائيلي على إفشال محادثات القاهرة التكميلية لاتفاق وقف إطلاق النار على غزة، من خلال رفضه إقامة ميناء بحري في قطاع غزة لتزويده بحاجاته الأساسية.
ويستعد الوفد الإسرائيلي للتوجه إلى القاهرة الثلاثاء المقبل لمواصلة المفاوضات التكميلية وهو واضع نصبَ عينيه رفضَ الحديث في قضية إنشاء ميناء بحري في غزة، وربط ذلك المطلب بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يعني أنَّ "صاعق التفجير" لتلك المحادثات ما زال في جيب الوفد الإسرائيلي والذي يضعه في الميناء الفلسطيني المأمول.
وأكد مسؤول سياسي إسرائيلي أنَّ الاحتلال يتوقع مفاوضات صعبة مع الفلسطينيين في القاهرة، في وقت يرفض فيه المطلب الفلسطيني بإنشاء ميناء بحري في غزة، بنيما ترفض الفصائل الفلسطينية مطلب إسرائيل تجريدها من السلاح. 
ونقل موقع "واللا" الالكتروني، اليوم الأحد، عن مسؤول إسرائيلي قوله "نتوقع مفاوضات صعبة في القاهرة"، مضيفًا أنَّ "إسرائيل ستصر بشدة على مطالبها الأمنية ولم يتم تحديد جدول زمني للمحادثات عدا جولة قصيرة ستجري هذا الأسبوع".
ومن المقرر أن يصل الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي إلى القاهرة يوم الثلاثاء المقبل، حيث ستجري جولة مفاوضات قصيرة تنتهي في اليوم التالي، الأربعاء، الذي يصادف عشية عيد رأس السنة العبري وسيغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة.
ويصادف الرابع والعشرين من الشهر الجاري موعد عطلة عيد رأس السنة اليهودية التي تمتد من 24 - 26 الجاري، علمًا أنَّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، انتقد تذرع إسرائيل بـ"العطلة الدينية" يوم السبت، لتبرير رفضها المفاوضات الغير المباشرة في القاهرة، رغم إصرار جيشها على استمرار عدوانه وقصفه لقطاع غزة في اليوم ذاته، واصفًا هذا الوضع 
بالـ"مسخرة".
وعلى وقع الاستئناف المرتقب للمفاوضات الغير المباشرة في القاهرة، تظاهر قرابة 300 شخص من سكان جنوب الأرض المحتلة في النقب، مساء السبت، تحت شعار "نوقف الحرب المقبلة"، وأعلن المنظمون أنَّ هدفهم مطالبة الحكومة الإسرائيلية بتحقيق الأمن والهدوء في الجنوب من خلال تسوية سياسية مع الفلسطينيين وإنهاء "الوضع الغير المحتمل في غلاف غزة" وهي منطقة البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
وألقى رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون خطابًا أمام المتظاهرين قال فيه إنَّ "القتال خلال ’الجرف الصامد’ إلى جانب بطولة الجنود وشجاعتكم في غلاف غزة، أوضحت لنا حدود القوة العسكرية".
 وأضاف أيالون أنه "رغم الضربة العسكرية والدمار البالغ في القطاع، فإنَّنا نقول إنَّ السيطرة السياسية لحماس تعززت بصورة واضحة. والقوة وحدها، من دون أمل سياسي، سيُصعِّد الكراهية، ويعزز التطرف، وسيضعف المعتدلين ويفتت أسس الديمقراطية للمجتمع الإسرائيلي". وشدّد أيالون على أنّه "إذا تعلمنا شيئا في غزة فهو أنَّه سيكون لدينا الأمن عندما يكون لديهم (لدى الفلسطينيين) الأمل أو بكلمات أخرى: سننعم بالأمن عندما يكون لديهم، بمفهومهم، ما يمكن أن يخسروه".
وتابع "إنّنا نعرف اليوم ما أدركه قبلنا (رؤساء حكومات إسرائيل السابقين) بيغن ورابين وشارون أيضًا، وهو أنَّه إلى جانب القوة العسكرية علينا التوصل إلى تسوية سياسية مع جيراننا الذين يعترفون بحقنا في العيش إلى جانبهم. لسنا ساذجين. وسيتعيَّن علينا في المستقبل أن نرسل جنودنا ضد أولئك القادمين لقتلنا. ولهذا السبب خصوصًا علينا أن نضمن بأن تكون إسرائيل الدولة الديمقراطية والآمنة للشعب اليهودي.