جون كيري مع نتنياهو

رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، الليلة الماضية، انتقادات عدد من الوزراء الإسرائيليين للتصريح الأخير للوزير جون كيري بشأن ربط الجمود الذي يعتري عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية بصعود تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد "داعش".

وقالت المتحدثة إن وزيراً إسرائيلياً معيناً لم يقرأ كلام كيري على حقيقته، بل حاول تحريفه لأغراض سياسية، في إشارة إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت.

وأشارت إلى أن كيري لم يُدلِ بالتصريح الآنف، بل أكد أن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يؤثر إيجاباً على الاستقرار في الشرق الأوسط، بما يتماشى مع مواقف سابقة للقيادات الأميركية.

وتعرض كيري لانتقادات شرسة من وزراء اسرائيليين بسبب ربطه بين استمرار النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والتطرف الاسلامي في المنطقة.

وقال وزير الاتصالات جلعاد اردان للاذاعة الإسرائيلية العامة "مع كل احترامي لجون كيري وجهوده فانه يواصل تسجيل ارقام قياسية جديدة عندما يتعلق الامر بمحاولة فهم منطقتنا ومعنى خلافاتنا واعتقد اننا نستحق حقا هذه المرة رقما قياسيا جديدا".

وكان اردان يرد على تصريحات لجون كيري الذي طالب الخميس من جديد باستئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية.

واعتبر كيري ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يؤجج "غضب الشارع" في العالم العربي واكد ان كل قادة المنطقة الذين تباحثت معهم واشنطن بشان التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية اكدوا ضرورة تحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقال "يجب ان يدرك الناس الرابط. فهذا مرتبط نوعا ما بمشاعر المهانة والجحود وانعدام الكرامة" التي تشعر بها الشعوب العربية.

وتساءل اردان العضو في حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "هل "انعدام الكرامة" هو الذي يؤدي الى صعود الدولة الاسلامية؟". واضاف "200 الف شخص قتلوا في سورية وبريطانيون واميركيون قطعت رؤوسهم، هل يمكن ان يكون ذلك خطأ مستوطنة معاليه ادوميم؟".

و قال وزير الاقتصاد نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي القومي الديني "سيكون هناك دائما من يتهم اليهود حتى عندما يذبح مسلم بريطاني مسيحيا بريطانيا".

وردت واشنطن على هذه الانتقادات، وقال دبلوماسي اميركي تعليقا على كلام بينيت "انه مهين بكل بساطة. لا يحتاج وزير الخارجية الى ان يعطيه الاسرائيليون امثولة حول هذا الموضوع". واضاف المسؤول امام عدد من الصحافيين ان الاسرائيليين "شوهوا تماما ما قاله" جون كيري.

ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان يكون كيري "قد ربط بين اسرائيل وصعود الدولة الاسلامية"، متهمة المسؤولين الاسرائيليين بانهم اجروا "قراءة خاطئة لما قاله وزير الخارجية".

ويتعرض كيري الذي تولى منصبه العام 2013 بانتظام لهجمات عنيفة من جزء من اليمين ومن وسائل اعلام اسرائيلية.

وواجه في هذا السياق هجوما شرسا خلال الحرب على قطاع غزة الصيف الماضي الى حد دفع البيت الابيض الى الدفاع عنه.

وهذا الهجوم العنيف كان سببه مشروع وقف اطلاق نار عرضه كيري على نتانياهو ورفضته الحكومة الاسرائيلية.

وابدت الادارة الاميركية شكوكا في ان يكون بعض الاعضاء في الحكومة الاسرائيلية قد سربوا عمدا وثيقة سرية للصحافة لاثارة النفوس. وقد ساهمت هذه الشكوك في التدهور الاخير للعلاقات بين اسرائيل وحليفها الاميركي الكبير.