تل أبيب

أكَّدت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب كثفت من تعاونها الأمني مع مصر والأردن في حربهما ضد تنظيم "داعش"، وذلك من خلال تزويد الدولتين بمعلومات استخبارية مهمة لاستهداف مواقع وقيادات التنظيم، خصوصًا في ظل تواصل عمليات الجيش المصري في سيناء والغارات الأردنية على معاقل التنظيم في شرق شمال سورية. وصعد الطيران الأردني من غاراته الجوية ضد مواقع لـ"داعش" في الأيام الأخيرة، في أعقاب إقدام التنظيم على إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا، الأمر الذي أدى إلى تعالي دعوات في الأردن مطالبة بالانتقام.

وعملت مصر على تصعيد هجماتها ضد عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء، الذي أعلن ولاءه لـ"داعش"، بعد هجوم ضد قوات الجيش الذي أوقع 32 قتيلا في نهاية كانون الثاني/ديسمبر، كما اتهمت السلطات المصرية حركة حماس بمساعدة "أنصار بيت المقدس"، وقررت محكمة مصرية بأن كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، على أنها منظمة "متطرفة".

وأشار محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسفي بارئيل، الاثنين، إلى أن التحديات الأمنية التي يمثلها "داعش" وفرعه في سيناء، أدت إلى زيادة توثيق العلاقات بين إسرائيل وبين مصر والأردن، ولفت إلى أن الأردن أعاد الأسبوع المنصرم سفيره إلى تل أبيب بعد أن سحبه قبل ثلاثة شهور احتجاجًا على سياسة إسرائيل في القدس وخصوصًا في الحرم القدسي.

ورأى بارئيل أنه "من وجهة النظر الإسرائيلية، لا تعد نتائج التطورات الأخيرة إيجابية بالضرورة"، مضيفا أنه "لتزايد الاحتكاك بين الأردن و(داعش9 ستكون هناك، لاحقا، تبعات على الوضع الأمني الداخلي في المملكة" على ضوء معارضة الجبهة الإسلامية في الأردن للغارات ضد "داعش"، التي من شأنها أن تستدعي التنظيم إلى شن هجمات ضد الأردن.

وبين بارئيل إلى أن الوضع في سيناء من شأنه أن يؤدي إلى تطورين. الأول يتعلق بالضغوط التي تمارسها مصر على "حماس"، إلى جانب تأخير عمليات إعمار غزة، الأمر الذي قد ينذر بتجدد القتال بين الحركة وإسرائيل، أو بغض حماس الطرف عن إطلاق فصائل صغيرة في قطاع غزة صواريخ في اتجاه إسرائيل.

وأبرز أن التطور الثاني الذي تتوجس منه إسرائيل يتمثل قيام "أنصار بيت المقدس" بشن هجمات ضد إسرائيل عند الحدود مثلما حصل في آب/أغسطس من العام 2011 عندما شن التنظيم هجومًا أسفر عن مقتل 8 إسرائيليين.