الجمعية العامة للأمم المتحدة

أعرب سياسيون فلسطينيون عن رفضهم واستنكارهم لما ورد في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرين أنّه خطاب تضليلي، وتلاعب بالوقائع عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والأعذار.

واتّهم كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقيادة "تنظيم الدولة اليهودية"، على غرار قيادة أبو بكر البغدادي لـ"داعش"، والذي جرى تشكيل تحالف دولي لمحاربته.

وأوضح عريقات أنَّ "نتنياهو حوّل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع ديني"، مشدّدًا على أنَّ "الحكومة الإسرائيلية هي التي أسست لتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، عبر دعمها وإصرارها على تسمية إسرائيل (دولة يهودية)، وتعزيز ودعم القوى الإرهابية اليهودية المتطرفة من المستوطنين وغيرهم، والذين يستمرون في ممارسة الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني بحماية الجيش الإسرائيلي، والتي توجت بإحراق الفتى محمد أبو خضير، إضافة إلى حرق المساجد والكنائس والأشجار والاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة وقتل الفلسطينيين بدم بارد".

جاء ذلك أثناء لقاء عريقات مع المبعوث الياباني لعملية السلام إيمورا، ومبعوث الأمم المتحدة روبرت سيري، والقنصل الأميركي العام مايكل راتني، كل على حدة.

واستنكر عريقات بشدة خطاب رئيس الوزراء نتنياهو في الأمم المتحدة، واعتبره تضليلاً ومحاولة تحميل المسؤولية لضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأبرز أنَّ "خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة ترجم عمليًا، صباح الثلاثاء، في اقتحام المجموعات الإرهابية الاستيطانية، وبحماية الجيش الإسرائيلي، سبعة مبانٍ في بلدة سلوان، في القدس الشرقية المحتلة".

وشدّد عريقات على أنَّ "الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تحول الصراع إلى صراع ديني، حيث تحدث نتنياهو عن تنظيم الدولة الإسلامية ومخاطره، وتناسى أنه يقود تنظيم الدولة اليهودية"، مضيفًا "نتنياهو أغلق الأبواب بخطابه أمام حل الدولتين، حيث أعلن أن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود 1967".

وكان نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اتهم حركة "حماس" بأنها مثل "داعش" ، وطابق بينهما.

واتهمت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، نتنياهو بـ "التلاعب بالوقائع"، حين قارن بين حركة "حماس" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإيران.

ورأت عشراوي أنَّ نتنياهو "حاول عبر خطابه أمام الأمم المتحدة أن يخدع الجمهور عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والأعذار"، معتبرة أنه " فقد الاحساس بالواقع حين رفض الاعتراف بالاحتلال ومجازره وجرائم الحرب التي ارتكبها".

من جانبه، ردّ الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري على خطاب نتنياهو معتبرًا أنّ "حماس حركة تحرر وطني فلسطيني في حين أنّ الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر الشر والإرهاب في العالم، وإرهاب (إسرائيل) هو عملة بوجه واحد فقط".

وأضاف أبو زهري أنه "لا يمكن تخطّي جرائم نتنياهو في غزة بخطاب فارغ المضمون، وما يجزم بكذب نتنياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية عن جرائمه في غزة".