عاصفة الحزم

كشفت صحيفة بريطانية عن أن المملكة العربية السعودية وحلفائها من العرب السنة نفذوا ضربة ضد المتمردين الشيعة الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس اليمني في مقامرة كبرى لتحقيق النفوذ الإيراني.

ونددت إيران بالهجوم المفاجئ على ميليشيا الحوثيين، موضحة أن تنظيم المملكة العربية السعودية تحالف سني ضد الشيعة، أمر من شأنه يعقّد الجهود الرامية لإنهاء الصراع الذي سوف يشعل الأحقاد الطائفية.

وبيّنت العملية العسكرية الأخيرة، أن هذا التدخل السعودي وضع علامة تصعيد كبرى لأزمة اليمن، إذ تدعم إيران الحوثيين، بينما الممالك السنية في الخليج تدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي والقبائل الموالية له من السنة في جنوب اليمن.

وكان الرئيس هادي قد وصل الجمعة إلى الرياض، ومن المتوقع أن يحضر القمة العربية في مصر في نهاية هذا الأسبوع.

وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء، محاولات المتمردين الحوثيين للإطاحة بالرئيس اليمني منذ بداية سبتمبر، وقصفت الطائرات المطار الرئيسي والقاعدة الجوية العسكرية القريبة من "الدليمي" في محاولة لإضعاف القوة الجوية للحوثيين والحد من القدرة على إطلاق صواريخ.

وصرّحت فرق الإنقاذ أن عدد القتلى بلغ 13 شخصًا، بينهم طبيب سُحب من تحت أنقاض عيادته في يوم شهد قتالًا عنيفًا، إذ ضربت الطائرات الحربية مقاتلي الحوثيين بالقرب من الحدود السعودية.

وعلى المشارف الشمالية لمدينة عدن، خاض الحوثيون والموالون لهم معارك مسلحة طويلة مع رجال الرئيس هادي الذين استعادوا مطار عدن من الحوثيين، بعد يوم من وقوعه في أيدي القوات المتحالفة مع الحوثيين، ومن ثم تم إبقائه مغلقًا. وقررت المملكة العربية السعودية إلغاء رحلاتها إلى مطاراتها الجنوبية.

وفي شمال عدن، نشب قتال عنيف في شوارع الحوطة، مما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي الحوثيين وأربعة من رجال الميليشيات المواليين لهم.

 كما تجمع الآلاف من أنصار عبد الملك الحوثي لإدانة الغارات الجوية على بوابة مدينة صنعاء القديمة، وهم يلوحون بلافتات ويرددون "الموت لأميركا".

وفي إشارة واضحة إلى إيران، ذكر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن العملية تهدف إلى مواجهة "عدوان ميليشيات الحوثيين المدعومة من قبل قوى إقليمية".

وكشفت قناة "العربية" -المملوكة لشركة سعودية- عن أن المملكة تساهم بـ100 طائرة حربية في عملية "عاصفة الحزم"، كما قدّمت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب والسودان 85 طائرة.

وصرّحت كل من الأردن والسودان بأن قواتهما العسكرية يشاركان في العملية، علاوة على مشاركة القوات الجوية المصرية، إذ توجهت أربع سفن تابعة للبحرية لتأمين خليج عدن، بينما تدرس باكستان طلبًا لإرسال قوات برية.

وطالبت وزارة الخارجية الإيرانية بوقف فوري لـ"العدوان" في اليمن، إذ ذكرت وكالة أنباء فارس "شبه الرسمية"، أن "الإجراءات العسكرية في اليمن، ستزيد من تعقيد الوضع" نقلًا عن المتحدث باسم الخارجية مرضيه الأفخم.

وأعلن مدير الأبحاث في مركز "الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية" في الرياض سعود سرحان،: "أنها رسالة واضحة" حول عقيدة الدفاع السعودي، الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية خط أحمر، والمملكة العربية السعودية لن تتسامح مع أي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة".

وأكدّ زعيم الحوثيين أن الضربات الجوية أشعلت "حربًا واسعة" في المنطقة.

ويعتقد الكثير من اليمنيين أن المحرض الحقيقي للحوثيين هو الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يحتفظ بنفوذ في الجيش.

يُذكر أنه قد تنزلق اليمن نحو حرب أهلية لكونها تشكل جبهة بين المملكة العربية السعودية وطهران التي تتهم الرياض بإثارة الفتنة الطائفية في جميع أنحاء المنطقة، بينما تنفي إيران تمويل وتدريب الحوثيين.

وفي وقت سابق، تحصن هادي في عدن مع القوات الموالية له منذ فراره من احتجاز الحوثيين له في شباط/فبراير الماضي.