الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة

تعيش الساحة السياسية الفلسطينية حالة من الترقب لما سيقدمه الرئيس محمود عباس في اجتماع القيادة، مساء الثلاثاء، في رام الله، بشأن ما يتردد أنّه حلًا سياسيًا "غير تقليدي" للقضية الفلسطينية، سيطرحه على المجتمع الدولي بعد المصادقة عليه فلسطينيًا. وكشف مسؤولون فلسطينيون أنَّ "عباس سيعرض على اجتماع للقيادة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، تفاصيل اقتراح حل سياسي غير تقليدي للقضية، توطئة لعرضه على القادة العرب، وواشنطن، ودول الاتحاد الأوروبي"، مشيرين إلى أنَّ "مبادرة الرئيس الفلسطيني المنتظرة ستقدم باسم الجامعة العربية، والتي سيعرضها عباس لاحقًا على الولايات المتحدة أولًا، وفي حال عدم تبنيها، سيعرضها على مجلس الأمن، وفي حال رفضها، سيتجه إلى الانضمام إلى جميع المنظمات الدولية دفعة واحدة، بما فيها محكمة الجنايات الدولية".

وحسب ما يدور خلف الكواليس في رام الله فأنَّ "الذهاب إلى مجلس الأمن لتحديد موعد لإنهاء الاحتلال لدولة فلسطين على حدود عام 1967 هو أحد خيارات مبادرة عباس، بما يتضمن جداول زمنية لانسحاب القوات الإسرائيلية من هذه الأراضي، مع ضمانات دولية بالتنفيذ، ويتولى طرف دولي مراقبة الحدود والمعابر للدولة الفلسطينية حتى تطمئن إسرائيل بأنه ليس هناك أية عمليات تسليح للدولة المنتظرة بل هي دولة خالية ومنزوعة من السلاح".

وتعتمد مبادرة عباس على "اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، وعلى المجتمع الدولي ممارسة مسؤولياته وحماية هذه الدولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لها وفق جدول زمني".
ومن المقرر طرح المبادرة رسميًا عقب الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار على غزة، والذي أفشل في السابق من جهات دولية، حسب تأكيد رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات القاهرة لوقف العدوان على القطاع عزام الأحمد.

وأعلن الأحمد أنَّ "أصابع خفية أعاقت التوقيع على الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار ليلة 20 أب/أغسطس في القاهرة".
وأضاف "اتفقنا خطيًا بعد مباحثات مع وزير خارجية قطر على 3 نقاط، وأصدرت الخارجية المصرية بيانًا، وعند وصولنا القاهرة، فوجئنا بتصريح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، يقول (لا داع للمفاوضات)".

وشدّد الأحمد، في تصريح إعلامي، على أنَّ "الدم الفلسطيني ليس ملكًا لهذا الفصيل أو ذاك"، معربًا عن قناعته أنَّ "البعض يحاول استغلال العدوان الإسرائيلي على غزة، لعرقلة نهوض مصر واستعادة دورها العربي والإقليمي".
وهدّد الأحمد بالإعلان عن "مكامن الخلل ومن يقف وراءه، إنَّ حصل أي خلل في الأيام المقبلة ينهي الجهود السياسية الفلسطينية"، مؤكدًا اتصالاته المباشرة واللحظية مع الرئيس ومصر وأعضاء الوفد كافة.

وأعرب عن تفاؤله من "إمكان الوصول لاتفاق لإيقاف إطلاق نار بين لحظة وأخرى، يلبي أهدافنا، بغض النظر عن كلمات الإنشاء هنا وهناك "، مبينًا أنَّ "مطالب الوفد الفلسطيني متقدمة على تفاهمات التهدئة عام 2012، فالمصريين تفهموا مطالبنا وتجاوبوا معنا تمامًا"، ومؤكدًا "دعم القيادة السعودية للمبادرة المصرية بالكامل".

وأردف الأحمد أنَّ "أي تحرك في مجلس الأمن لن يأت قبل انتهاء مهمة المبادرة المصرية أو تحقيق أهدافها"، مضيفًا "نسعى للحلول الجذرية وفق معادلة الحل الشامل كما أعلن بان كي مون، وأيده أمين عام الجامعة العربية، والحل الشامل يكمن بزوال الاحتلال".

ونبه من "تدخلات المنزعجين من وحدة الوفد والموقف الفلسطيني"، معتبرًا أنهم "قوى دولية وإقليمية، ولهم أذرع في الساحة الفلسطينية"، لافتًا إلى "مسعى تحالفات إقليمية لتوجيه ضربة لمصر"، ومؤكدًا أنَّ "الحل لا يمكن بدونها لأنها الشريان الحيوي التاريخي لفلسطين كلها، ولغزة تحديدًا، ونحن متفائلون بنجاح الجهود المصرية، ولكن علينا أنَّ نكون موحدين".

وطالب الأحمد بإيقاف ما وصفه بـ "الممارسات الخاطئة في غزة"، قائلا "يجب أن تتوقف الممارسات (كإطلاق النار) ضد مناضلين وأسرى محررين، فهذه الأعمال لا تمت للوطنية بصلة، فلا وجود لحكومة ظل ولا حكومة موازية إلى جانب حكومة التوافق الوطني".