جلسة سابقه للمجلس الثوري

كشفت مصادر في حركة "فتح" الجمعة، أنَّ أعضاءً في اللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري وجهوا رسالة شديدة اللهجة باسم الإطار القيادي التنظيمي في قطاع غزة إلى أمين السر وأعضاء المجلس يبلغونهم فيها اعتذارهم عن عدم حضور جلسات المجلس الثوري بدورته المقبلة بسبب سياسة التهميش الواضحة لقيادة الحركة في قطاع غزة من قبل اللجنة المركزية لحركة فتح.

وأكدت مصادر رسمية لـ"فلسطين اليوم"، أنَّ الرسالة التي تمَّ إرسالها إلى أمين سر المجلس الثوري باسم عدد من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح تطالبه بقرائتها أمام جلسات المجلس المزمع عقده في الـ18 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر في مدينة رام الله.

وأوضحت أنَّ الرسالة تحتوي شرحًا لحالة التجاهل الكبيرة أثناء عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة، من قبل اللجنة المركزية والمجلس الثوري وعدم تمكينهم من القيام بمهامهم التنظيمية وتقديم أي مساعدة لأبناء الحركة الذين فقدوا أبناءهم بين شهيد وجريح وتشرّد الكثير منهم بعد تضرر بيوتهم بالهدم الكلي أو الجزئي.

وأضافت المصادر أنّ الرسالة انتقدت حالة الصمت والسكوت الكبير التي أصابت أعضاء اللجنة المركزية أثناء العدوان وعدم اتخاذ أي خطوات عملية للوقوف إلى جانب أبناء الحركة الذين تضرَّروا بصورة كبيرة في الحرب، إلى حد أنهم لم يتصلوا بقيادة الحركة وتجاهلوا كل الرسائل المرسلة إليهم لتخصيص أموال بصورة استثنائية كي تقف الحركة إلى جانب أبنائها كأي تنظيم على الساحة وقف إلى جانب أبنائه في التي استمرّت 51 يومًا.

وأشارت إلى أنَّ الرسالة أكدت في متنها أنَّ حركة فتح لم تكن حركة هامشية في الحرب، وقدَّمت من أبنائها أكثر من 860 شهيدًا وأكثر من 4200 جريح وتهدَّمت بيوت كوادر وأنصار ومؤيدين للحركة وصل عددهم إلى أكثر من 5000 بيت وعشرات آلاف النازحين وفقدوا كل شيء يمتلكونه، واتصلوا بالحركة وقيادتها مستغيثين بالوقوف إلى جانبهم ولم تستطع الحركة أن تقدم لهم أي مساعدة.

وبيّنت المصادر أنَّ الرسالة حملت أصواتًا من قطاع غزة تطالب باستقالة الهيئة القيادية العليا من مهامها التنظيمية وأقاليم قطاع غزة، وطالبت بأن يتم تقديم إعفاء جماعي وترك المهمة التنظيمية أمام الضغط الكبير الذي تعرَّضت له قيادة الحركة في قطاع غزة وأصيبت بالعجز وعدم القدرة على مساعدة أحد أو تقديم مساعدات ماسة إلى الكوادر التي فقدت كل شيء.

وكان عضو اللجنة المركزية الدكتور زكريا الأغا أطلع القيادة التظيمية على الوضع بكامله وأرسل باسم الهيئة القيادية مجموعة من الرسائل تطالب بموازنات طوارئ ومساعدة الكادر التنظيمي ونقل الصورة كأمله إلى اللجنة المركزية ولكن تُركت الحركة وقيادتها دون أي رد.

ولفتت المصادر إلى أنَّ الرسالة حملت مطالب من الأقاليم والمكاتب الحركية بتقديم الاستقالة الجماعية لكل الأطر التنظيمية،أثناء الحرب، غير أنَّها قوبلت بالتأجيل بسبب الحرب، وبيّنت أنَّ ما زاد الأمر صعوبة تمثّل في زيارة رئيس حكومة الوفاق إلى قطاع غزة متجاهلًا الاتصال والتنسيق مع قيادة الحركة في القطاع، وتضمّنت الرسالة شعورًا بالحزن والغضب الشديد من أن يتم دعوة قيادة الحركة من قبل ممثل عن حركة الجهاد الإسلامي نيابة عن مجلس الوزراء.

وطالبت الرسالة بوقف سياسة التهميش التي تتعرض لها قيادة الحركة في قطاع غزة والمرفوضة من مختلف الأطر التنظيمية القيادية والتي لا يستطيع أحد أن يتحملها، داعية المجلس الثوري إلى تحمل مسؤولياته التاريخية باتخاذ قرارات في دورته الحالية لا تؤدي إلى مزيد من التهميش قبل اتخاذ إجراءات بتجميد العمل التنظيمي في القطاع.