مواجهات عنيفة في أحياء القدس الشرقيّة

اندلعت مواجهات في القدس المحتلة، بعد صلاة الجمعة، كان أعنفها في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، حيث أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء قنابل الغاز التي أطلقتها شرطة وقوات الاحتلال، لتفريق المتظاهرين.

وأكّدت شرطة الاحتلال أنّ 4 من عناصرها أصيبوا أثناء المواجهات التي اندلعت في بلدة سلوان، ووصفت إصاباتهم بالبسيطة.

وأشار الموقع الإلكتروني لشرطة الاحتلال في القدس إلى أنّ "قوات كبيرة من الشرطة، وما يسمى "حرس الحدود" في الجيش الإسرائيلي، وصلت إلى البلدة، وجرى اعتقال عدد من الشبان بدعوى رشق الحجارة، في حين اندلعت مواجهات أخرى في واد الجوز، بين عدد من الشباب وقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي.

واعتقلت قوات الاحتلال 3 فتية من حي "واد الجوز"، أثناء المواجهات التي اندلعت هناك، فيما أصيب 3 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في هذه المواجهات.

وتواصلت المواجهات في أحياء الثوري ورأس العامود من بلدة سلوان، والعيسوية، وواد الجوز، عقب مظاهرات خرجت احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية القمعية.

وجاءت مواجهات القدس، الجمعة، على الرغم من الإجراءات الأمنية التي فرضها الاحتلال، ومنع بموجبها الفلسطينيين من إداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حيث أدى آلاف منهم الصلاة على الإسفلت، في الشوارع والطرقات المحيطة بالحرم القدسي الشريف، نتيجة فرض قيود منعت الرجال دون الـ40 عامًا من الصلاة في الحرم القدسي تحت ذرائع أمنية واهية.

ونشر الاحتلال الآلاف من عناصره في كامل القدس الشرقية، إذ حوّلها إلى ثكنة عسكرية، ناصبًا الحواجز والمتاريس الحديدية عند مخارج ومداخل الأحياء والبلدات المحيطة في البلدة القديمة والأقصى، ومطلقًا المروحيات الاستكشافية في سماء المدينة.

وما زال الاحتلال يماطل، لليوم الثالث على التوالي، في تسليم جثمان الشهيد عبد الرحمن الشلودي لذويه، ليدفن في جنازة مهيبة تليق بشهيد.

وأكّد مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام أنَّ "الاحتلال يماطل عمدًا، ويؤخر عملية التسليم، بناء على طلب الأهل الذين رفضوا أوامر الاحتلال بتسلمه في ساعات الفجر، ودفنه، في حضور عدد محدود من الأشخاص لا يتجاوز الـ20".

إلى ذلك، توعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرونفيتش بفرض عقوبات على عائلة الشلودي، عبر إغلاق منزل العائلة أو هدمه، وفقًا لما نشرته المواقع الإسرائيلية الجمعة.

وجاء هذا التهديد من طرف الوزير الإسرائيلي أثناء زيارة عائلة الطفلة الإسرائيلية التي لقيت مصرعها في حادث الدهس، الذي وقع مساء الأربعاء في القدس، والذي اعتبرته إسرائيل عملية مدبرة من طرف الشاب الشلودي، حيث أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار عليه، ما تسبب في استشهاده.

وكانت مخابرات الاحتلال فرضت، مساء الخميس، على عائلة الشهيد الشلودي، شروطًا مختلفة لتسليمها جثمان ابنها بعد تشريحه في معهد أبو كبير، وهو ما رفضته العائلة.

وأوضح محامي مؤسسة "الضمير" محمد محمود في القدس، أنَّ المخابرات الإسرائيلية فرضت على والد الشهيد، أثناء التحقيق معه في المسكوبية بحضور المحامي، أن يكون تسليم الجثمان في ساعات متأخرة من الليل، بمشاركة 20 شخصًا من أفراد عائلته فقط، دون إبلاغ العائلة عن موعد التسليم"، مشيرًا إلى أنّه "لم تسلم سلطات الاحتلال جثمان الشهيد لعائلته، حتى عصر الجمعة".