أكد مركز حماية وحرية الصحافيين استمراره في العمل

أكد مركز حماية وحرية الصحافيين استمراره في العمل، لضمان حماية حرية الإعلام في العالم العربي. وكشف أن التحديات والضغوط والانتهاكات، التي تواجه الإعلام العربي تزايدت بدلًا من أن تتكرس كحقوق مصانة للإعلاميين والمجتمع، مضيفًا "أضحت مهنة العمل الإعلامي جريمة عند بعض الحكومات في العالم العربي، وصنفت العديد من الدول في منطقتنا بأنها الأخطر على الصحافيين".

وخلال 18 عامًا من عمله، رسخ مركز حماية وحرية الصحافيين، تقديم العون القانوني للصحافيين، ورصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين. فمنذ عام 2001 أسس مركز حماية وحرية الصحافيين وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين "ميلاد"، والتي عملت على تقديم العون القانوني وتمثيل الصحافيين أمام المحاكم في مئات القضايا في الأردن، وساهمت بشكل فعال في تكوين جيل من المحامين الشباب المتخصصين في قضايا النشر في العالم العربي، وساهمت بتأسيس وحدة للمساعدة القانونية للإعلاميين في مصر عام 2012 وفي ذات الوقت في المغرب.

وعمدت "ميلاد" إلى العمل بشكل حثيث على التواصل مع السلطة القضائية، وعقد ورشات تبادل خبرات لتعزيز معارف ومهارات القضاة في التعامل مع قضايا الإعلام. ولم يتوقف مركز حماية وحرية الصحافيين عند رصد الانتهاكات الواقعة على الإعلام، فقد دأب منذ 15 عامًا على إصدار تقرير عن حالة الحريات الإعلامية في الأردن، أصبح المرجع الأساسي لمعرفة واقع وحالة الإعلام والمشكلات التي يتعرض لها.

وفي عام 2011، ومع بدء ما أُطلق عليه "الربيع العربي" خطى مركز حماية وحرية الصحافيين خطوة أشجع بالمساهمة بتأسيس شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي "سند" والتي ما يزال يديرها ويشرف عليها حتى الأن، وتبنت "سند" إصدار تقرير سنوي يوثق حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي، ورصد كل الانتهاكات التي تقع على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية فيه، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن أصدر 4 تقارير منتظمة اعتُبرت وثيقة مرجعية تعدها لأول مرة مؤسسة مجتمع مدني من العالم العربي، بعد أن اقتصر هذا الأمر لعقود طويلة على المؤسسات الدولية الناشطة في حرية التعبير والإعلام.

ووثقت تقارير "سند" في سنواتها الأربع وقوع 12 ألفًا و597 انتهاكًا في دول العالم العربي، وكشفت عن مقتل 236 إعلاميًا، و116 محاولة اغتيال بائت بالفشل، فيما تم توثيق اختطاف 152 إعلاميًا وإخفاؤهم قسرًا، بينما سجلت التقارير 707 إصابات بجروح تعرض لها ما يزيد عن 600 إعلامي وإعلامية.

وتظهر المعلومات الموثقة لدى "سند" تعرض 88 إعلاميًا للتعذيب في غالبية دول العالم العربي، إضافةً إلى حبس 58 إعلاميًا، وتوقيف واعتقال 726 إعلامية وإعلاميًا تعسفيًا على خلفية عملهم الإعلامي.

ولم يؤخر انشغال مركز حماية وحرية الصحافيين بأولويات حماية الصحافيين وتقديم العون القانوني لهم، عن المساهمة والعمل الجاد في تطوير حالة الاحتراف المهني، فلقد كان المبادر للعمل في أكثرية بلدان العالم العربي، ودرّب خلال أعوامه الطويلة آلاف من الإعلاميين بمشاريع وبرامج مختلفة، ربما كان أبرزها برنامج الاستثمار في المستقبل بشراكة مع مؤسسة الصوت الحر الهولندية، واستمر من عام 2005 وحتى نهاية عام 2010 وشمل الأردن، مصر، لبنان، المغرب، البحرين، اليمن، وكان حجر الأساس لتكوين نخبة من المدربين الإعلاميين والمحامين مازالوا حتى الان الأكثر حضورًا ونشاطًا.

وأوضح الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحافيين الزميل نضال منصور، أن مكانة المركز التي اكتسبها بعد مسيرة 18 عامًا، تعود لكل من آمنوا برسالته ودوره ودعموه وكانوا سنده لمواجهة التحديات والتغلب عليها، معربًا عن تقديره لهم ولكل المؤسسات الدولية والمانحين الذين لم يبخلوا بالدعم والنصح والنقد.

وأعلن منصور عن إنتاج فيلم وثائقي تحت اسم "على طريق الحرية" يحكي ويروي مسيرة مركز حماية وحرية الصحافيين، دفاعًا عن حرية الإعلام، داعيًا للمساهمة في ترويجه. وأكد منصور أن مسيرة الدفاع عن حرية الإعلام لا تتوقف وتحتاج إلى تضافر الجهود والشراكات بين كل المؤمنين بالحريات وحق المجتمع بإعلام حر ينقل له المعرفة والحقيقة.