جواز سفر مراسل جريدة "صن" إيميل غيسين

اعتذرت جريدة "صن" البريطانية عن القصة التي نشرتها، وتزعم أن مراسلها سافر من تركيا إلى فرنسا دون إظهار جواز سفره، بعد أن اعترفت أن المعلومات الواردة بالقصة غير صحيحة.

 وأوضحت الصحيفة، في صفحتها الثانية الخاصة بالتصحيح، أن تضليلا تم من قبل الصحفي المستقل والجندي البحري السابق إيميل غيسين، الذي زعم أنه نجح في التهرب من كل الضوابط الأمنية خلال رحلة استغرقت 2000 ميل، من خلال طريق اللاجئين من تركيا إلى أوروبا الغربية.

وبيّن مديرو جريدة "صن" الداخليين أنه بعد أن نفت السلطات الكرواتية هذه المزاعم، ونشرت صورة ضوئية من جواز السفر الخاص بغيسين، اعترف غيسين أنه سافر من كرواتيا إلى باريس باستخدام جواز سفره البريطاني، هروبا من أزمة لديه ربما تشمل أطفاله، وقبل أن يعترف غيسين بالحقيقة، زعمت الجريدة أنه سافر إلى باريس مستخدما سلسلة من القطارات، وأنه كان يتهرب من الحراس فى الطريق ويختبئ فى المراحيض المغقلة.

وتدرس الجريدة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد غيسين، فيما وصف أحد التنفيذيين بالجريدة ما حدث بكونه "سلوكا مشينا"، موضحا أن الحادث شيء غير جيد بالنسبة لجريدة "صن"، واعتذر غيسين على صفحة على فيس بوك تسمى "إيميل غيسين في الدولة الإسلامية"، قائلا: "أعتذر لجميع من غضبوا، وكان ينبغي أن أكون أكثر شفافية مع عملي".

وذكر غيسين لـ"غارديان": "أنا لست شخص سيء، فقطت أردت أن أركز على أزمة اللاجئين، لقد ذهب اسمي إلى الوحل وانتهيت"، وألقى غيسين اللوم على الكراهية وسوء المعاملة من الكرواتيين، وبعد نشر القصة المضللة في الجريدة بعنوان "6 أيام من الإرهاب"، بدأت الجريدة تشعر بعدم دقة القصة بعد أن قامت السلطات الكرواتية بنشر صورة ضوئية من جواز سفر غيسين البريطاني على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأفادت وزارة الداخلية الكرواتية أن القصة كانت ضارة بسمعة الشرطة الكرواتية وبجمهورية كرواتيا أيضا، واستعانت الجريدة بتعليق النائب العمالي سمون دانزوك، الذي أعرب عن قلقه بشأن الأمن في أوروبا عقب هجمات باريس، ولم يعد دانزوك يجيب على طلبات الجريدة للتعليق بعد أن نشرت الجريدة اعتذارا عن القصة.

وتبيّن أيضا أن "ITV" نيوز نقلت القصة المضللة عن جريدة "صن"، قبل أن تنشر التصحيح بعنوان "مخرج أفلام يعبر الحدود الأوروبية كلاجئ سورى لإثبات أن الأمر سهل".

وزعم غيسين، الذي عمل جنديا بحريا لمدة 12 عاما حتى 2012، في تقرير "صن" أنه عبر من تركيا إلى اليونان عن طريق القوارب بمساعدة مهربي البشر، موضحا أنه سافر عبر دول البلقان بما في ذلك كرواتيا، ثم إلى ألمانيا عبر النمسا، وكتب غيسين فى تقرير في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني أنه لم يكن هناك فحص لجوازات السفر بين زغرب وميونيخ، رغم عبوره من خلال النمسا، وادعى غيسين أنه اختبأ في مرحاض القطار عند صعود الشرطة الألمانية، وتبين لاحقا أن هذا الجزء من القصة غير صحيح.

وبينت القصة المضللة أن رحلة غيسين انتهت في باريس، حيث زار قاعة باتكلان، التي شهدت واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية فتكا في باريس الشهر الماضي، فيما تحدت السلطات الكرواتية القصة على الفور، وكتب وزير الداخلية الكرواتى Ranko Ostojić على فيسبوك "سعيد لأننا ضبطنا الكاذبين فيما يسمون بالصحفيين المحترفين".

وحذفت جريدة "صن" القصة من موقعها الإلكتروني، وأعلنت أنها تحقق في الأمر، وعندما تحدث غيسين إلى الصحيفة واعترف بالحقيقة نشرت الجريدة اعتذارا يوم الاثنين، وفي اعتذاره أشار غيسين إلى مدى تراخي الشرطة قائلا "على الرغم من الاعتقاد بأن الأمن في أوروبا يحتاج إلى تشديد بعد هجمات باريس مؤخرا، كانت استنتاجاتي المستقلة بالنسبة لأمن بعض الدول الأوروبية لا أساس لها ومضللة للبعض، وكان هدفي الأساسي التركيز على المخاطر التى يتعرض لها اللاجئون لدخول أوروبا".

وبيّنت جريدة "صن" أنها تعتقد الآن أن غيسين استخدم جواز سفر عند المعابر الحدودية الأخرى مضيفة "على عكس ما قيل لنا استخدما السيد غيسين جواز سفر لدخول ومغادرة المدينة الكرواتية زغرب".

وجاء في التصحيح الذي نشرته الجريدة "لم تثبت القصة أن حدود أوروبا كانت متراخية فيما يخص الرقابة، نحن نعتذر عن نشر معلومات مضللة، لقد تغيرت الآن سياستنا فيما يتعلق بالاستعانة بالمراسلين المستقلين".

وتعتبر القصة المضللة التي نشرتها "صن" أول قصة تنشر باسم غيسين على الرغم من زعم الصحيفة أنه عمل لدى الجريدة وعدة صحف أخرى من دون ذكر اسمه، وكتب غيسين منذ 5 أيام على حسابه على أنستغرام أنه سيتحدث عن أزمة اللاجئين وداعش فى البرلمان، بجانب صورة له خارج مجلس العموم.

وكتب غيسين على فيسبوك "حلصت على أمسية رائعة فى مجلس العموم، ودعيت لمناقشة أزمة اللاجئين والوضع في العراق وسوريا، في ظل اقتراب التصويت على قصف داعش فى سورية"، وأطلق غيسين الذي يعتقد أن والده سوريًّا، حملة على Kickstarter لتمويل فيلم وثائقي عن المقاتلين على خط المواجهة في سورية، ونجح غيسين في جمع 421 جنيها إسترلينيا من 4000 جنيه أسترليني مطلوبة.

وتظهر على "يوتيوب" صور لغيسين في العراق مع الناشطين الأكراد الذين يقاتلون داعش، ونشرت الجريدة قبل أسبوعين على الصفحة الأولى قصة حول دعم المسلمين للجهاديين إلا أنها تلقت ما يقرب من 3000 شكوى إلى منظم الصحافة، لكن الجريدة ظلت تساند القصة.