بعض الخبراء لا يعتقدون بوجود علاقة بين البراعة اليدوية ووظائف الدماغ

إذا كان لديك خيار القدرة على الكتابة بكلتا يديك بدلًا من يد واحدة، فقد تعتقد أنّ هذا سوف يجعل من دماغك يعمل بشكل أسرع. هذه كانت المقدمة التي تبيعها الشركات حول العالم والمتخصصة بأنشطة تدريب الدماغ، التي تعد بأنّك إذا أصبحت ماهرًا يدويًا، فإنّ هذا يجعل الناس أسرع في الحساب أو حتى أفضل في الامتحانات.

ولكن الخبراء يرون أنّ الواقع أكثر تعقيدًا من هذا. وتشير الدلائل إلى أنّه لا توجد علاقة بين البراعة اليدوية ووظائف الدماغ. والسؤال المطروح: هل ترتبط البراعة اليدوية بزيادة في قوّة الدماغ، انه فعلاً سؤال معقد.

فقد أبلغ الخبراء MailOnline بأنّ الإجابة البسيطة عن السؤال هي أن تدريب الناس لتصبح ماهرة يدويًا لن يكون ذا فائدة كبيرة. والإنصاف، هو تفضيل استخدام يد واحدة على الأخرى، لا يزال واحدًا من أكبر أسرار علم الأعصاب.

الطريقة التي يعمل بها الدماغ مرتبطة بشكل أساسي مع "التحيز في النصف الغربي" وهي الطريقة التي تربط الوظائف المختلفة مع الجانب الأيسر أو الأيمن من الدماغ. ويعتقد بعض العلماء أنّ اختيار استعمال اليد اليسرى على اليمنى، يتأثر بطريقة تكوين الجانب الغربي من الدماغ في الرحم، عندما تشكّلت الهياكل الأساسية من الدماغ في البداية. واستخدام الشخص ليده اليمنى أو اليسرى له علاقة بالوراثة، ولكن العلاقة الوثيقة لا تزال غير واضحة.

وقال الدكتور جيوفاني سالا، وهو طبيب نفسي من جامعة "ليفربول"، الى موقع MailOnline: “من المؤكد أنّ هناك عاملًا وراثيًا، ومع ذلك، يبدو أنه عندما لم يكن هناك نمط وراثي واضح، يصبح التعرض للبيئة غير مؤثر". وهناك أيضًا حقيقة أنّ معظم أجهزة الكمبيوتر والمقصات والسكاكين، على سبيل المثال، مصممة للأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى.

وقال الدكتور سالا: "هذا هو السبب الذي يجعل الذين يستخدمون اليد اليسرى يميليون إلى أن يصبحوا أقل اجتنابًا: فهم يعيشون في عالمٍ مخصص للذين يستخدمون اليد اليمنى". وتابع، "هكذا يضطرون إلى استخدام يدهم اليمنى، أكثر مما يُضطر الذين يستخدمون يدهم اليمنى إلى استخدام يدهم اليسرى".

وبغض النظر عما إذا كان الشخص وُلد يستخدم يده اليمنى أو اليسرى، فهناك سؤال آخر محير، ما إذا كان الشخص الذي يستطيع الكتابة بكلتا يديهما يكون لديه قوة دماغية أفضل؟.
وتقترح بعض الشركات تدريب الدماغ لجعل الفرد ماهرًا يدويًا وزيادة قدرتهم الدماغية.

على سبيل المثال، استشارات القدرات الدماغية كلها، هو برنامج ثوري جديد لتدريب الدماغ، تم تطويره بوساطة مايكل لافري، الذي يصف نفسه بأنه" رائد في مجال علم الأعصاب والوظائف الدماغية".

وكتب خبير الأعصاب والكاتب الحر في صحيفة "الغارديان" البريطانية، مو كوستندي، من خلال مجموعة من التدريبات اليدوية الصغيرة، وتدريبات فن الخط، وتدريبات الذاكرة، فأنّها تعد بزيادة أدائك العقلي لتقوية ذاكرتك، والتغلب على القلق، وزيادة حدة تفكيرك، تغيير مزاجك، النوم بشكل أفضل، وأكثر بكثير من هذا".

وتابع: تشير العديد من المواقع أيضًا إلى أنّ تدريب نفسك على استخدام يدك غير المسيطرة، يمكن أن يطلق العنان للإبداع، ولكن إنّ كان صحيحًا أن بنية الدماغ ووظيفته يمكن تغييرها بشكل كبير من قبل خبرات جديدة وأنواع مختلفة من التدريب، فأنّ مسألة كيفية تأثير تدريب المهارات اليدوية على وظائف الدماغ لا تزال غير مستكشفة إلى حد كبير. ويقول الباحثون، إنّ الأدلة تشير إلى أنّ المهارة اليدوية، والتي تُسمى أحيانًا مختلطة الإنصاف، يمكن أن يكون لها حتى تأثير معاكس.

وأخبر البروفيسور كلير بوراك، من جامعة ولاية بنسلفانيا، ومؤلف كتاب، "تجانب: استكشاف لغز اليسارية" MailOnline ، "بشكل عام، أظهرت الدراسات السكانية الكبيرة عدم وجود علاقة منتظمة بين الاختلافات في الإنصاف والاختلافات في الذكاء".

وتابع، إذا كان هناك أي شيء، استخدام كلتا اليدين مرتبطٌ به، فهو انخفاض مستويات الأداء الإدراكي، عند مقارنته بالأداء المعرفي لمستخدمي اليد اليمنى أو اليسرى فقط".