الصحافية آدا كالهون

اتفقت آدا كالهون، وهي صحافية تعمل في نيويورك، مع وصيفة عروس قالت ذات مرة في حفلة زواج: "أعطيهم خمس سنوات"، وقصدت بتلك النبوءة القاسية فترة زواج العروسين. ولكن كونها صحافية ذكية، لن تشارك آدا وصيفة العروس تلك الأفكار القاتمة بصوت عال وكتبت عوضًا عن ذلك، مجموعة خطب في نخب العروس تحمل آراءً ذكية لها عن الزواج وآراء الأخرين. وأخذت تلك الخطب شكل المذكرات التي تتضمن قفزات في الزمن والموضوع والأسلوب. 

ويُعد كتابها  بمثابة إرشادات وتوجيهات بشأن الزواج وليس دليلًا للزواج. وعليك أن تشرب من كأس الزواج ثم ترى وتحكم بنفسك، فإذا كان سيئًا، فقد لا ترغب في تكملته. وقد تزوجت آدا، البالغة من العمر 41 عامًا، في عمر "غير ناضج"، وهي ابنة الـ19 عاما، وذلك لكي يتمكن نيك، صديقها الكندي، من العمل في الولايات المتحدة الأميركية، ولكنها أدركت تدريجيًا أنه بدأ التململ من تلك الحياة، فتخلصت منه. وقالت آدا: "التقيت بنيك بعد بضع سنوات من مقابلتي الكثير من الموسيقيين".

وكان هذا هو الزواج الثاني أيضا لنيك. وكانت آدا حينها تبلغ من العمر 25 عامًا ونيك 24 عامًا. وكان ينظر أهالي نيويورك إليهم في ذلك الوقت كأنهم أطفالٍ تزوجوا تحت السن القانونية. وتزوجها نيك ولديه ابن من زواجه السابق، يدعى بلاك، يدرس الآن في الجامعة في مكان آخر. ويعيشون حاليًا مع ابنهم، أوليفر، في شقة صغيرة في بروكلين ومنزل في كاتسكيل في ولاية نيويورك.

ودرست آدا اللغة السنسكريتية في الجامعة، وهي لغة قديمة في الهند، ولكنها قررت الالتحاق بمجال الصحافة الذي قدم لها ما هو أكثر من مجرد مهنة. وأصبحت المقالات التي تكتبها في صحيفة "نيويورك تايمز"، بشأن خلافاتها مع زوجها وكتاب مذكرات في خطب نخب الزواج والذي يحمل عنوان "لن أتنبأ أبدا بعمر الزواج" من أشهر منشورات الصحيفة خلال عام. وكتب القراء إليها يشكرونها، وصرحت سيدة: "قرأت ما كتبتيه وأجهشت بالبكاء". واعترفت أخرى بالقول: "أنا حقا لم أعجب بما فعله زوجى نهاية هذا الأسبوع، ولكنني أحبه على الرغم من فقدانه مفتاح ثلاجة النبيذ". وذكرت أخرى والتي تحتفظ بما كتبته آدا للجوء إليه في أوقات خلافاتها المستقبلية مع زوجها: "أشكرك جزيلا، فلقد انقذت زواجي هذا الصباح".

وكشفت آدا عن زوجها بأنه يُحدث صوتًا مزعجًا في أثناء شربه القهوة والشوربة وأنه بمثابة كارثة مالية تمشي على الأرض. واعترفت بما هو أسوأ من ذلك لصديقٍ لها، ولنا نحن القراء الآن، أنها في بعض الأحيان تتمنى فقط أن يختفي. وقالت بسعادة: "يحب زوجي الكتاب ويحب كونه معروفًا". وأضافت: "هو موسيقي وفنان أداء مسرحي وهو الزوج المثالي لكتابة مذكرات". 

وقالت آدا إن: "أكثر الزيجات روعة قد تتضمن أحيانا إلقاء جهاز التحكم عن بعد نحو الحائط. وتحب أدا حفلات الزفاف، ولكنها في رأيها ليست وقتا مناسبا للتعبيرعن رأيها بأن "جميع جلسات الاستشارة النفسية للأزواج وجلسات التواصل التي في العالم لن تحافظ على الزواج، إذا لم يكن لديك استعداد لإغماض عينيك والصمود أثناء العاصفة".

واعترفت آدا ذات مرة لزوجها نيك، وقالت له "لقد خرجت مع شخص، لكنني لما أمارس الجنس معه، وأتمنى حقا أن لاتكون مستاء من ذلك". ويجب أن يقرأ كل من يقدم على زواج أو يريد أن ينهيه، آراء وتأملات آدا الذكية والتحذيرية والعاطفية والعنيدة في نفس الوقت. ولم يمنع الزواج الأخريات من الانجذاب نحو زوجها مثلما لم يمنعها هي الأخرى.

واعترف لها زوجها أيضا في نفس الليلة وقال: " لقد قالت امرأة نعرفها أنني جذاب وقلت لها ذلك أيضا". و قالت: "انتابتني نوبة غضب حينها ولكنني كنت غاضبة من نفسي، فلقد تركت حقي في شعوري بالإهانة وكنت بمثابة الذي هبط عن مستوى الأخلاق الرفيعة". وتتجنب آدا التي تعتبر مراقبة فطنة لنفسها  مثل أخريات الوقوع في شراك الثرثرة النفسية والإفصاح عن كثير من المعلومات بشأن زواجها للآخرين. وقالت آدا مؤكدة: "لست ممن يفصحون عن تفاصيل زائدة عن زواجهن" وأضافت: "لست ممن يذهبن إلى حفلة ويحكين عن أسرار العلاقة الزوجية الجنسية".  وأضافت : "كل قصة ذكرتها في الكتاب، كان لها هدفا".