وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل

تحدثت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، بالعربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطاب لقى رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم ما تحمله السياسية ذات التوجهات اليمينية من أراء معادية للمهاجرين العرب. وقالت كنايسل، بعربية ليست متقنة: "درست في لبنان خلال سنوات الحرب، وعرفت كيف الناس يستمرون في الحياة على الرغم من كل الظروف الصعبة، هذا سر الحياة، رجال ونساء من بغداد وحتى دمشق مستمرون في الحياة، كل الاحترام لهم".

وبعد ذلك انتقلت كنايسل، التي أثار حفل زفافها انتقادات شديدة، للحديث باللغة الفرنسية، ثم الإسبانية والإنجليزية، وشكرت المترجمين "على صبرهم وكياستهم". وبهذه اللغات العديدة تناولت العديد من القضايا العالمية، بما فيها الاحتباس الحراري، والمساواة بين الجنسين، ومستقبل الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وكيفية التحرك من "وضع عسكري إلى انتقال دبلوماسي" في سورية التي تمزقها الحرب.

ولكنها لم تتطرق إلى قضية اللاجئين العرب، وإصرارهم على الحياة رغم الظروف الصعبة أيضا، وذلك بالنظر إلى توجهاتها المعارضة لاستقبالهم في أوروبا. وسبق وأن انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأنها رحبت باللاجئين، في قرار تاريخي لها عام 2015، وقالت مستهجنة إن قرارها "يجذب اللاجئين". وكانت وزيرة خارجية النمسا قالت مرات عدّة على التلفزيون النمساوي الرسمي، إن أسباب اللجوء غالبا ما تكون اقتصادية أكثر من كونها حالات إنسانية.

وأضافت أن الثورات في العالم العربي جعلت هؤلاء الشباب "الذين يحركهم هرمون الذكورة" غير قادرين على الحصول على زوجة بسبب البطالة والفقر، وبالتالي غير "قادرين على العيش كرجل تقليدي في مجتمعهم"، في إشارة إلى اتهامهم بارتكاب حوادث تحرش. وتولت كنايسل، التي تتحدث سبع لغات ولها عدة مؤلفات، منصب وزيرة للخارجية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما اختارها حزب اليمين المتطرف.

ومن مؤلفاتها " مفهوم الحدود لأطراف النزاع في الشرق الأوسط"، "حزب الله: حركة المقاومة اللبنانية ، جماعة "إرهابية" إسلامية أم مجرد حزب سياسي؟"، "تحقيق في حركة حزب الله الشيعية في السياق اللبناني والإقليمي"، و"مقامرو الطاقة: كيف أثر النفط والغاز بالاقتصاد العالمي؟"، و"سياسات قوة التستوستيرون"، و"العالم المجزأ: ما تبقى من العولمة"، و"تغيير الحرس: في الطريق إلى النظام العالمي الصيني". يذكر أن كنايسل قضت جانبا من طفولتها في العاصمة الأردنية عمان، حيث عمل والدها طيار خاصا للملك الأردني الحسين بن طلال.

واشتهرت بعد رقصها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حفل زفافها، في أغسطس/آب الماضي، لكنها تعرضت لعاصفة من الانتقادات، بعد أن انحنت بشدة لبوتين.