اعتقال نزانين زغاري – راتكليف حيث كانت هي وابنتها غابرييلا على وشك صعود الطائرة العائدة إلى بريطانيـا

 وجهت إيران إتهاماتٍ إلى ثلاثة من مزدوجي الجنسية والمحتجزين حالياً خلف القضبان في البلاد، بمن فيهم المواطنة البريطانية الإيرانية التي تقضي عقوبة الحبس الإنفرادي منذ أكثر من ثلاثة أشهرٍ. وكانت نزانين زغاري راتكليف البالغة من العمر 37 عاماً التي شغلت منصب مدير المشروع مع مؤسسة "طومسون رويترز" الذراع الخيري لوكالة الأنباء، قد إعتُقلت مطلع شهر نيسان / إبريل داخل مطار الإمام الخميني في طهران من قبل الحرس الثوري حينما كانت وإبنتها غابرييلا التي لم تتعدَّ من العمر 22 شهراً في طريقهما الى صعود الطائرة العائدة إلى بريطانيـا.

 ونقلت وكالات الأنباء المحلية يوم الإثنين عن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت ابادي قوله، إنها "تواجه رسمياً إتهامات إلى جانب الأستاذة الكندية الإيرانية في "الأنثربيولوجيا" الإجتماعية هومـا هودفار وكذلك رجل الأعمال الأميركي الإيراني سياماك نامازي.

 ولم يتم الكشف بعد عن الإتهامات المحددة التي يواجهها الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم العام الماضي كلا على حدة، في الوقت الذي أحيلت فيه أوراق قضاياهم إلى المحكمة وفقاً للمدعي العام. وعقد ريتشارد راتكليف وهو زوج زغاري راتكليف الآمال على الإفراج عن نزانين عقب نهاية شهر رمضان بمناسبة حلول العيد في أعقاب إرساله طلباً إلى المرشد الأعلى ورئيس السلطة القضائية بشكل مباشر، فضلاً عن لجوئه إلى وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية.

 وأشار راتكليف في إنتقاده للحكومة البريطانية بشأن تعاملها مع قضية زوجته، إلى أن الزخم حول إستفتاء خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي أحال دون الإهتمام بمصير زوجته. حيث قال إن عدم إنتقاد أي وزير بريطاني للتصرفات الإيرانية، أو القول بأنه من الخطأ إستخدام أم بريطانية و طفلتها كورقة مساومة سياسية كان واقعياً بالنسبة اليه. وهو ما يتصور بأن السلطات الإيرانية لاحظته أيضاً ، ورأت كيف تتعامل بريطانيـا مع المشكلات التي تواجه مواطنيها.

 وتتجه توليب صديقة زغاري راتكليف إلى إثارة قضيتها مع وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء في جلسة مجلس العموم، كما تزور أيضاً هي والسيد راتكليف "داونينغ ستريت" لإيصال رسالتهما. وأعرب النشطاء عن مخاوفهم من إتجاه إيران إلى رفع المزيد من القضايا ضد مزدوجي الجنسية، مع إرسال طهران رسائل متضاربة بشأن إستعدادها للتعامل مع العالم الخارجي في أعقاب الإتفاق الذي توصلت إليه العام الماضي بشأن برنامجها النووي.

 كما أعلن دولت أبادي أيضاً يوم الإثنين عن توجيه إتهاماتٍ بالتجسس لصالح الولايات المتحدة إلى اللبناني نزار زكـا الخبير في التكنولوجيـا، والمحتجز لدى السلطات الإيرانية منذ أيلول / سبتمبر الماضي بينما كان يحضر مؤتمراً لريادة الأعمال في طهران بناءً على دعوة من الحكومة الإيرانية.

وعقب إحتجاز السلطات الإيرانية لزغاري، فقد تم إبعادها عن إبنتها غابرييلا التي تحمل الجنسية البريطانية فقط دون الإيرانية. وقد تم وضع الطفلة في رعاية عائلة زغاري راتكليف في إيران ، مع التحفظ على جواز سفرها.

ويخضع مزدوجو جنسية آخرون من الولايات المتحدة وبريطانيـا وفرنسا إلى إستجوابات خلف القضبان على إثر إتهامهم بالتجس أو التعاون مع الحكومات المعادية. حيث لا تعترف إيران بالجنسية المزدوجة، بينما تعامل المعتقلين على أنهم إيرانيون فقط وتحرمهم من الوصول إلى القنصلية. 

فالحرس الثوري الإيراني على وجه الخصوص لديه شكوك كبيرة تجاه هؤلاء المواطنين.

 وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيانٍ لها بأنها بذلت قصاري جهدها لدعم عائلة زغاري راتكليف. ومع ذلك، فإن إيران لا تعترف بالجنسية المزدوجة، وبالتالي لا يُمنح حق الوصول إلى أصحابها. بينما أعرب فيليكس جاكينز من منظمة العفو الدولية عن القلق المتزايد على مصير السيدة زغاري راتكليف ، وإمكانية إستخدامها كورقة ضغط سياسي، مؤكداً على ضرورة توصل السلطات الإيرانية إلى حل  سواء بتوجيه إتهام إليها معترف به دولياً أو الإفراج عنها في أقرب وقت ممكن والسماح لها بالسفر مع ابنتها والعودة مرةً أخرى إلى بريطانيـا.