المصاريف المنزلية

تعاني النساء والشابات في العصر الحديث من الديون التي تلاحقهن والخوف الذي يحيطهن من انعدام الأمن الوظيفي وارتفاع المصاريف المنزلية، على خلاف الافتراضات التي تقضي بتمتع كل جيل بنجاحات أكثر من الجيل السابق له.

ويبدو أنَّ هذه الافتراضات تغيّرت بفضل الفقاعات السكنية والكساد الذي خيَّم على البلاد خلال العقود الأخيرة، فبمعرفة أعمارهن يمكن للأصدقاء ممن يكبرن بعضهن بحوالي خمسة أعوام أن يشعرن بالأمن أكثر من غيرهن اللاتي يصغرن بعضهن بذات الأعوام ممن تعانين من أزمات وضوائق مالية والعكس صحيح.

وأصبحت الأجيال الصغيرة تعاني الآن من ارتفاع مصاريف التعليم والإسكان، حيث كانت رهون النساء عام 1970 تٌرفض لعدم وجود ضامن من الرجال، ولقد أصبحت النساء تتمتعن  بفرص أكثر الآن؛ لكن بتن يعتقدن أنّ كل ما كان بحوزة الآباء هو حقهن المكتسب، وسيحصلن عليى كل ما يرغبن فيه فقط إذا عملن.

وأكدت الصحافية ستيفي مارتن البالغة من العمر 27 عامًا وتعيش في لندن، أنَّها انضمت إلى المدرسة وإلى الجامعة لكنها عبرت عن صدمتها من استكمالها درجة الماجستير في الصحافة بتكلفة 20.500 يورو.

وأشارت مارتن إلى أنها الآن أصبحت تدين للبعض بالأموال، فضلًا عن عدم قدرتها على الحصول على وظيفة؛ موضحة "حاولت العمل كنادلة لكنني فشلت حيث إنني كنت أشعر بالجوع والتعب وأؤدي مهام عملي بشكل سيء".

وأضافت "لقد حصلت على وظيفة عام 2013، حيث كنت أعمل صحافية في موقع الكتروني؛ لكنني لم أصدق حصولي على هذه الوظيفة في سن 25 عامًا،  بعد معرفتي بأنَّ عددًا كبيرًا ممن يصغرني سننا بعشرة أعوام يسيرون بشكل سلس في طريقهم المهني".

أما ربة المنزل بوبي بيكلز أم لطفلين تبلغ من العمر 33عامًا، أكدت أنَّها تزوجت في سن 22 عامًا من زوجها جيمس، وأضافت "كنا قد التقينا عندما كنت في عامي السابع عشر وكان جيمس في عامه الثالث والعشرين وبمجرد إكمالي أعوام الجامعة، كان جيمس يشعر بالاستقرار من الناحية المالية؛ لذا قرَّر أن نقدم على الزواج وكنا مهيئان لذلك بالفعل".

واستطردت بيكلز "حملت طفلي بعد فترة وجيزة ولم نكن نخطط لذلك، لقد كانت صدمة بالنسبة لنا، فقبل ولادة ابني دانييل البالغ من العمر10 أعوام، كنت أفكر في العودة إلى العمل مرة أخرى؛ لكن بمجرد ولاته شعرت بأنني لابد وأن أمكث إلى جواره".

وأوضحت المساعد التنفيذي من "نورفولك" سوزانا راي (46عامًا) أنّها انتقلت إلى نيويورك منذ 15 عامًا وتعمل الآن في المختبر الإبداعي لـ"غوغل"، تعتقد بأنَّ الكثير من أبناء جيلها أصبحوا يتمتعون بحرية استقلال أكثر من غيرهم.

وتابعت راي "لقد حصلنا على  فرص أكثر من أبائنا وأكثر أيضًا ممن يكبروننا بحوالي 15عامًا، لقد كنت متمردة عندما كنت طفلة، حيث إن حياتي كانت تسير على النقيض من الكثيرين فقد استقررت في سن مبكرة، إذ تزوجت في سن العشرين، ولم أكن أشعر بأية قيود على الإطلاق كنا مستقلين سويًا؛ لكنني لا أشعر بأنني استفدت أو تسلقت سٌلم المجد على المستوي الوظيفي.

وتبلغ تريشيا برادي من العمر 56عامًا أسست شركة تدريب وتسويق  مع زوجها، وهما يعيشان في ساري مع أطفالهما الثلاثة، وأفادت بأنها  تشعر بالمميزات التي حصلت عليها، حيث بدأت عملها في ثمانينات القرن الماضي، كما تعتبر نفسها وٌلدت في بيئة مليئة بالفرص الجيدة وانتهت بفرص أضخم بكثير من تخيلاتها.

وبيّنت برادي "لازلت أعتقد بأنني أعيش في عالم الأحلام، تزوجت من إيان عندما كان عمري 27 عامًا، وعندما كنا نحتفل بالذكرى السنوية الأولى، وسألني عما أرغب في القيام به بعد ذلك،  فقلت له: السفر، وبدء الأعمال التجارية الخاصة بنا، وتأسيس عائلة، وهذا ما فعلناه؛ لكن عندما بدأنا في محاولة تكوين الأسرة، لم يحدث ذلك".

أما مورين لانغستون تبلغ من العمر 63عامًا متزوجة من زوجها الثاني ويعيشان في شروبشاير، أوضحت "أحب عملي كمضيفة جوية، التقيت زوجي الأول عندما كان عمري 18 عاما، وكنا متزوجين عندما كان عمري 29، بحلول ذلك الوقت كنت قد سافرت إلى معظم دول العالم، لذلك تركني لإنجاب ابنتي فيكتوريا، هي الآن تبلغ من العمر 33 عامًا، ومن ثم أنجبت ابني، جوناثان، بعد ثلاثة أعوام".

 

واستدركت لانغستون "طٌلقت عندما كان عمري 50 عامًا بعد 21 عامًا من الزواج؛ لقد كانت صدمة كبيرة، خصوصًا أنَّ فيكتوريا كانت على وشك الذهاب إلى الجامعة وجوناثان كان في المدرسة الثانوية؛ ولكن الأمور تتغير على مر السنين، أنا تزوجت ولحسن الحظ مرة أخرى الآن، التقيت زوجي الثاني في نادي ألعاب القوى المحلية نحن على حد سواء أعضاء، كنا أصدقاء قبل أول زواج لي، وتزوجنا في نهاية المطاف عام 2005".