المسنة غالية أبو ريدة

اتهمت عائلة المسنة غالية العبد أبو ريدة، جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب ضد المسنة غالية التي قضت شهيدة عبر إعدامها برصاصة اخترقت رأسها من مسافة لا تتعدى المتر خلال الحرب الأخيرة على غزة وفق التقارير الطبية. وجاءت اتهامات العائلة عقب نشر الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي أدرعي، صورة للمسنة غالية فيها أحد الجنود يشربها الماء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معلقًا عليها "عندما تتكلم الصورة أفضل من ألف كلمة، هذه الصورة التقطت خلال عملية الجرف الصامد داخل قطاع غزة" في إشارة إلى صورة المسنة.

وصرّح حفيدها محمد أبو ريدة، بأنَّ العجوز السبعينية غالية معاقة بصريًا وحركيًا تركت تنزف حتى الموت، حيث عثر عليها بعد وقف إطلاق النار في منطقة خزاعة ملقاة على جانبها وقد غرقت في بركة من الدماء نتيجة النزيف.

يُذكر أنَّ بلدة خزاعة تعرضت لمجزرة أواسط تموز/ يوليو الماضي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى ونفذت قوات الاحتلال عمليات إعدام وقتل ممنهجة بحق المدنيين العزل من بينهم نساء وأطفال ومسنون.

وأكد الناشط الصحافي مثنى النجار، من خلال البحث والتحري أنَّ من أسقى العجوز الماء قتلها برصاصه، قائلًا "من في هذه الصورة من ذوي الإعاقة البصرية ولا تقوى على المشي، وأعدمها الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة وهي من سكان بلدة خزاعة وارتقت أبو ريدة برصاص من ادعى افيخاي أنهم أشربوها الماء".

ودعا النجار إلى محاربة الدعاية الإسرائيلية التي تحاول أن تروّج لإنسانية جيش الاحتلال رغم بطشه، مشددًا على "أنَّ المجازر التي ارتكبت في بلدته خزاعة، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنَّ هذا الجيش جيش مجرم".

ومن جانبه، أوضح شقيق المسنة سليمان، أنَّ شقيقته غالية ارتقت شهيدة أثناء العدوان, متسائلًا "كيف يظهر الاحتلال هذه الصورة وهو الذي قتلها مباشرة بعد التقاطها؟ حيث لدينا الأدلة بقتلها متعمدًا وقد شاهدتها والدماء على وجهها وأنها جرت من غرفتها إلى أرض خالية قبل إعدامها".

أما عماد أبو مطلق أحد الشهود، أكد أنَّه فور الإعلان عن تهدئة إنسانية في الأول من آب/ أغسطس "توجهت برفقة مجموعة من شباب البلدة لتفقدها وما أن دخلناها  حتى وجدنا عشرات الجثث ملقاة في الطرقات، فتسللنا ورغم وجود قوات خاصة على أطراف البلدة إلى حي أبو ريدة الذي أسكن فيه فوجئنا بوجود جثة تحت شجرة زيتون وعند حملها تفاجأنا بأنها المسنة المعاقة غالية أبو ريدة وأنَّ دماء كثيرة قد سالت من الجهة اليمنى من الرأس، وأخرجناها من البلدة وبعد الفحص الطبي تبين أنها أصيبت بطلق ناري في الرأس من قبل جنود الاحتلال أدى إلى مقتلها على الفور".

وأفاد تقرير طبي من مستشفى ناصر، باستشهاد المسنة غالية برصاصة في الرأس، موضحًا زيف ادعاء الاحتلال بأنه قدم لها الخدمات الإنسانية والتي تعبر عن سلوك جنوده الإنساني في الميدان.

وما يظهره التقرير الطبي يؤكد بما لا شك فيه أنَّ المسنة أبو ريدة قتلت رميًا بالرصاص ضمن سلسلة من الإعدامات الميدانية لعدد من سكان خزاعة أثناء الحرب بينهم أطفال ونساء وكبار سن وأصحاب احتياجات خاصة، كما دمّرت قوات الاحتلال البنية التحتية للبلدة وهدمت نحو 70 في المائة من منازل السكان

في حين يطالب أهالي البلدة بتحقيق دولي عادل يكشف عن مزيد من جرائم الاحتلال الإسرائيلي والذي أودى بحياة أكثر من 60 مواطنًا في عملية استمرت أسبوعين, كما دعا السكان المؤسسات الحقوقية والصحافيين إلى تسليط الضوء على تلك الممارسات الإجرامية.