الكلاب تستعمل الرائحة في التعرف على البول الخاص بها

 أكدت دراسة جديدة أن الكلاب لديهم وعي ذاتي بأنفسهم، حيث استخدم الباحثون عينات البول لعمل اختبار يظهر أن الكلاب قادرة على التعرف على أنفسها والتفريق بينها وبين غيرها،  في معظم الاختبارات، يتم استخدام اختبار المرآة لتقييم ما إذا كان الشخص قادرا على استخدام الانعكاس الخاصة به وتلمس العلامة، في الوجه والرأس أو أجزاء أخرى من الجسم من أجل تقيم قدرتها على فهم مفهوم "الذات" و "الآخر" والقدرة على التمييز بين الاثنين، لكن في حين أن الكلاب لا يمكن التعرف على أنفسهم في المرآة، فإنها يمكن أن تتعرف من خلال الرائحة الخاصة بهم.

ووجدت دراسة جديدة، بقيادة الدكتور الكسندرا هورويتز في كلية برنارد في الولايات المتحدة، من خلال بحث أقيم على  36 من الكلاب المحلية، يرافقها أصحابها، مع عينات البول الخاصة بهم، وبحث الباحثون كم من الوقت قام كل كلب بالتحقق في كل علبة تحتوي على عينة، وجدوا أن الكلاب يمكن أن تميز بين رائحة البول الخاصة بهم، حتى عندما يتم تغييرها  - أنها حققت البول الخاصة بهم لفترة أطول، ووفقا لدراسة الدكتور هورويتز، "هذا السلوك يعني اعترافا بأن الرائحة من" أنفسهم ".

تؤكد التجربة فرضية الإدراك الذاتي للكلاب التي اقترحها العام الماضي البروفسور روبرتو كازولا غاتي، الباحث في المعهد البيولوجي لجامعة تومسك الحكومية في روسيا، واستعار هورويتز نهج الدراسة من البروفيسور كازولا غاتي وأطلق عليه "اختبار شم التعرف الذاتي، بينما اقترح البروفيسور غاتي الاختبار من أجل تسليط الضوء على طرق مختلفة للتحقق من التعرف الذاتي، في بحثه بعنوان "الوعي الذاتي عند الكلاب، مشيرًا إلى أن تعرف الحيوانات على صورتهم الخاصة في المرآة مهارة نادرة للغاية في المملكة الحيوانية".

وقال الدكتور كازولا :"بعد فترة وجيزة من دراسة الدكتور هورويتز، لوحظت مجموعة واسعة من الأنواع لفشل الاختبار، بما في ذلك عدة أنواع من القرود والباندا العملاقة والأسود والطيور والكلاب"، وأضاف أن اختبار الشم يمكن أن يغير الطريقة التي يتم التحقق من صحة بعض التجارب على سلوك الحيوان،" تظهر الكلاب والذئاب، مثل الدلافين، مستوى عال من التعقيد المعرفي، ولكن المحاولات السابقة لإثبات الاعتراف الذاتي لهذه الحيوانات لم تكن حاسمة".

وواصل :"أعتقد أن الكلاب وغيرها من الحيوانات، أقل حساسية بكثير للمؤثرات البصرية، على سبيل المثال، البشر والعديد من القرود، يمكن أن يمروا باختبار المرآة بسبب الطريقة الحسية التي اختارها المحقق لاختبار الوعي الذاتي وهذا ليس بالضرورة، نظرا لغياب هذه القدرة المعرفية في بعض الأنواع الحيوانية"، وتظهر فكرة وتجارب البروفيسور كازولا غاتي، التي أكدها الدكتور هورويتز على عينة مكونة من 36 كلبا، أن "اختبار الشم لتعرف الذاتي حتى عند تطبيقها على عدة أفراد يعيشون في مجموعات ومع مختلف الأعمار والجنس، يقدم أدلة هامة من الوعي الذاتي في الكلاب، ويمكن أن تلعب دورا حاسما في إثبات أن هذه القدرة ليست سمة محددة فقط للقرود والبشر وعدد قليل من الحيوانات الأخرى، ولكن ذلك يعتمد على الطريقة التي يحاول الباحثون التحقق من ذلك".

هذا النهج لاختبار الوعي الذاتي يسلط الضوء على الحاجة إلى تحويل الفكرة التي تركز على الإنسان من الوعي إلى منظور معين للأنواع، نحن لن نتوقع أبدا أن الخفافيش يمكن أن تتعرف على أنفسهم في المرآة، ولكن لدينا الآن أدلة تجريبية قوية تشير إلى أنه إذا تم اختبار الأنواع الأخرى من الرئيسيات على قاعدة التصور الكيميائية أو السمعية، يمكننا أن نحصل على نتائج غير متوقعة ، على هذا النحو، يمكن استخدامها لدراسة الحيوانات الأخرى، مثل الخفافيش أو الشامات الذين لا يمكن أبدا أن تتعرف على أنفسهم في المرآة، وقد أظهرت دراسة البروفسير غاتي العام الماضي أيضا أن الوقت الذي يقضيه استنشاق العينات اعتمادا على عمر الكلاب، مع الكلاب الأكبر سنا سوف يقضون المزيد من الوقت لاستنشاق البول، وهذا يدل على زيادة الوعي الذاتي مع التقدم في السن، والذي يظهر أيضا في الأنواع الأخرى مثل الشمبانزي والبشر.