المطران عطا الله حنا

أكّد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، أنّ "رسالتنا في عيد الميلاد المجيد إننا باقون في أرضنا ولن نتخلى عن انتمائنا لوطننا مهما كثرت المؤامرات وتعاظمت التحديات"، حيث  جاء ذلك خلال استقباله اليوم الجمعة لوفد من ممثلي وسائل الإعلام الروسية والذين جاءوا بهدف تغطية الاحتفالات الدينية التي ستقام في كنيسة المهد بمناسبة عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي.

 ورحب المطران بالوفد في كنيسة القيامة، بحضور ممثل عن الكنيسة الروسية وبعد جولة سريعة داخل الكنيسة، وقال إن عيد الميلاد في فلسطين له نكهة خاصة تختلف عن أي مكان أخر في هذا العالم لان المسيح ولد في هذه الأرض المقدسة واختار مكانا متواضعا بسيطا لكي يتجسد فيه إلا هو مغارة بيت لحم. مضيفا" علمنا بميلاده بأن عظمة الإنسان تكمن بتواضعه فكل ما كان الأنسان بسيطا ومتواضعا كان عظيما إمام الله. ولد السيد المسيح في مكان بسيط جدا وهو الذي أتى إلى هذا العالم لكي ينقل البشرية بأسرها من حقبة الموت والخطيئة والإثم والظلام إلى حقبة البركة والنعمة والخلاص والمحبة والسلام".

وأضاف أنّه "في عيد الميلاد المجيد نتمنى أن يصل صوت فلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء إلى سائر أرجاء العالم. نتمنى أن يصل صوتنا إلى حيثما يجب أن يصل هذا الصوت ونحن نقول للعالم بأننا شعب يتوق إلى تحقيق العدالة والعيش بأمن وسلام واستقرار في هذا الوطن الذي نعيش فيه"، وبين أنّ "إعلان ترامب المشؤوم إنما يعتبر إهانة لكل شعبنا الفلسطيني وتطاولا على القضية الفلسطينية التي نعتبرها اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث، انه تطاول على المسيحيين والمسلمين أولئك الذين تحتضن مدينة القدس اهم مقدساتهم وتراثهم الروحي والإنساني والحضاري والوطني".

وأكد حنا أنّه "أعلنا رفضنا لقرار ترامب الأخير ونحن بالطبع لم نتفاجأ بهذا القرار فقد كانت هنالك في الماضي قرارات أميركية مماثلة معادية لشعبنا ومنحازة بشكل كلي للاحتلال، ولكننا نعتقد بأن القرار الأخير إنما يعتبر من اخطر القرارات الأميركية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ونفتخر بأصدقائنا المنتشرين في سائر أرجاء العالم والذين اعلنوا رفضهم للقرار وصوتوا إلى جانب فلسطين في الأمم المتحدة وفي مقدمتهم روسيا وغيرها من الدول الصديقة"، وحيا روسيا وكافة الدول التي عبرت عن رفضها لقرار ترامب، وقال" نوجه نداء حارا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وكافة الكنائس الأرثوذكسية في عالمنا وذلك عشية احتفالنا بعيد الميلاد المجيد حيث نناشدهم ونطالبهم جميعا بأن يلتفتوا إلى فلسطين الأرض المقدسة هذه الأرض التي تنزف دما وشعبها يتعرض للظلم والاضطهاد والاستهداف، من رحاب ارض الميلاد أوجه ندائي إلى كافة الكنائس المسيحية في العالم بضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبما يحدث في مدينة القدس بشكل خاص لأنها مسألة تعنينا بشكل مباشر، فالقدس في المسيحية هي ام الكنائس وهي المركز الروحي المسيحي الأول والأقدم والأعرق في عالمنا، سيبقى المسيحيون الفلسطينيون كما كانوا دوما متمسكون بإيمانهم وبقيمهم وتراثهم الروحي العريق كما انهم سيبقون متمسكون بانتمائهم الوطني، فكلنا فلسطينيون وكلنا نفتخر بانتمائنا لهذه الأرض المقدسة، أبناء فلسطين المسيحيين والمسلمين هم شعب واحد ويدافعون عن قضية واحدة وستفشل كافة المؤامرات الهادفة للنيل من وحدتنا الوطنية وإخائنا الديني في فلسطين الأرض المقدسة"، وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية، متحدثا عن أهدافها ورسالتها ومضامينها، وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.