المطران عطا الله حنا

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، الثلاثاء، وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في مدينة نابلس، وقاموا بجولة في البلدة القديمة من القدس.وقد استقبلهم المطران في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية، مقدما لهم التهنئة بمناسبة عيد القيامة وسائلا الله بأن يوفقهم ويسدد خطاهم في خدمة كنيستهم وبلدهم ووطنهم.

واوضح المطران ان نسبة المسيحيين في فلسطين هي 1%، متمنيا الا تكون هنالك انتكاسات جديدة فكفانا ما حل بنا من نزيف للهجرة ادى الى تراجع اعداد المسيحيين بشكل مذهل في هذه الارض المقدسة التي تعتبر مهد المسيحية والارض المباركة التي ننتمي اليها ونحن مكون اساسي من مكونات الشعب المناضل من اجل الحرية.

وقال "اعلم جيدا ان هنالك بعضا منكم يفكرون بالرحيل وهذا ما نسمعه في كثير من المدن والبلدات الفلسطينية، البعض يفكرون بالهجرة بسبب الظروف الحياتية والاقتصادية وبسبب سياسات الاحتلال وغيرها من العوامل، وأن من احب كنيسته ومن احب وطنه ثبت وبقي فيه لان المحبة في مفهومنا تعني التضحية فإن كنا نحب كنيستنا ووطننا علينا ان نضحي وان نبقى في هذه الارض حتى وان كانت الظروف صعبة، كما واود ان اقول لكم وخاصة لاولئك الذين يفكرون بالهجرة بأنكم لن تجدوا مكانا اجمل من فلسطين في هذا العالم".

واوضح المطران ان فلسطين هي الارض المقدسة هي ارض البركة والنور والنعمة وهي بقعة صغيرة من العالم ولكنها كبيرة بتاريخها ورسالتها وحضارتها، انها كبيرة بانسانها الصامد والثابت والباقي فيها لكي يدافع عنها وعن حرية شعبها وعن قدسها ومقدساتها واوقافها.

وتابع المطران "ان اولئك الذين تركوا فلسطين مرغمين بسبب الظروف التي حلت ببلادنا انما يتمنون بأن يعودوا الى هذه الارض وان تتبدل الاوضاع لكي تكون عودتهم متاحة الى وطنهم الام، لا تتركوا وطنكم الام ولا تتركوا كنائسكم فإذا ما اصبحت كنائسنا فارغة من سيضيء الشموع ومن سيرفع البخور ومن سيقرع الاجراس فنحن لا نريد لكنائسنا ان تتحول الى متاحف خالية من ابنائها ، ابقوا في كنائسكم، ابقوا في ارضكم المقدسة فهذا الوطن هو وطنكم وهذه الارض هي ارضكم وهذه الكنيسة هي كنيستكم وما قيمة الكنيسة بدون مؤمنيها المنتسبين اليها والذين يجتمعون فيها لكي يعبروا عن اخوتهم وعن ايمانهم وعن انتماءهم لهذه الارض المقدسة".

وقال "ندرك ان هنالك تعقيدات كثيرة وصعوبات جمة ولكن الاهم من هذا وذاك هو ان نتحلى بالصبر والايمان والحكمة والانتماء الحقيقي لهذه الارض المقدسة، واحبوا كنيستكم التي تتلاطمها امواج المؤامرات من هنا ومن هناك واحبوا وطنكم فالكنيسة تحثنا على ان نحب وطننا وان ندافع عن انساننا وان نكون صوتا صارخا بالحق ومدافعا عن عدالة القضية، نحن فلسطينيون ونفتخر بانتماءنا لفلسطين هكذا كنا وهكذا سنبقى ولن تؤثر علينا اية ضغوطات او سياسات او ممارسات، نحن ننتمي الى فلسطين ارضا وقضية وشعبا وتاريخا وتراثا وهوية".