رامي الحمد الله

بحث رئيس الوزراء في مكتبه برام الله، أمس، مع وفدين إيطالي وألماني كلٍّ على حدة آخر التطورات السياسية وإعمار غزة، في حين شارك في احتفالية العيد الوطني الهولندي بمقر الممثلية برام الله.

ففي اللقاء الأول استقبل رئيس الوزراء، نائب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لابو بيستيللي والوفد المرافق له، بحضور القنصل الإيطالي ديفيد لاسيسيليا، ونائب القنصل الينا كليمينتي، حيث بحث معهم تطورات العملية السياسية، وجهود الحكومة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وإعادة توحيد المؤسسات بين الضفة وقطاع غزة.

وشدد الحمد الله خلال اللقاء على التزام القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والحكومة بحل الدولتين، مطالباً المجتمع الدولي، لا سيما إيطاليا بدعم هذا الحل، ودعم جهود القيادة على المستوى الدولي لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل.

وأكد على عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الفلسطيني والإيطالي، مشيراً إلى ضرورة العمل على تعزيز التعاون المشترك في العديد من المجالات، مقدماً الشكر والتقدير للحكومة الإيطالية على دعمها لفلسطين على كافة الأصعدة وخاصة إعادة إعمار قطاع غزة، وعلى شحنة الأدوية لصالح قطاع غزة المرسلة من منظمة الأدوية الإيطالية.

من جهة ثانية أكد رئيس الوزراء خلال لقائه وفداً برلمانياً ألمانياً ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي ومؤسساته، خاصة مجلس الأمن، بإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية مبني على أساس دولة فلسطينية خالية من المستوطنات، ومتصلة جغرافياً تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وأطلع الحمد الله الوفد على تطورات العملية السياسية والاقتصادية في فلسطين، وآخر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وبشكل خاص في القدس، مطالباً في هذا السياق ألمانيا ببذل مزيد من الجهود لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن قطاع غزة.

وقدم الشكر للوفد على زيارته لفلسطين، مشيداً بالدعم المقدم من ألمانيا سواء على صعيد دعم مؤسسات الدولة ودعم المشاريع التنموية في المناطق المهمشة والمناطق "ج" أو من خلال دعم عملية إعمار غزة.

وكان رئيس الوزراء شارك في مقر الممثلية الهولندية برام الله، أمس، في احتفالية العيد الوطني الهولندي "يوم الملك"، بحضور ممثل هولندا لدى فلسطين بيتر موليما، وعدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

وأكد الحمد الله في كلمته في الاحتفالية، أن هولندا كانت ولا تزال، داعماً أساسياً للعملية السلمية وحل الدولتين، كما تدعم مسيرة الشعب الفلسطيني في بناء أسس وركائز الدولة المستقلة وبنيتها التحتية، وتنفذ شبكة كبيرة من المشاريع التنموية في مجالات وقطاعات حيوية مختلفة، لتساهم في توفير مقومات صمود وبقاء الشعب الفلسطيني.

وأوضح أنه في إطار منتدى التعاون الهولنديّ الفلسطينيّ المشترك، نبلور المزيد من الاتفاقيات وأوجه التعاون الثنائيّ، ليس فقط بين حكومتينا، بل وبين رجال الأعمال، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من البلدين أيضاً، كما أننا لا ننسى، أن هولندا استضافت العام الماضي، فعالية وطنية هامة ونوعية على أرض لاهاي، هي مؤتمر سفراء فلسطين في أوروبا.

وقال الحمد الله: "نعوّل أكثر من أي وقت مضى، على تطوير العلاقات الثنائية مع هولندا، وعلى الدعم السياسي، والاعتراف بنضالات الشعب الفلسطيني لتمكينه من تحقيق أهدافه العادلة المشروعة في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وننتظر مشاركتكم لنا في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ونجدة أهله، وانتشالهِم من الردم والدمار".

وأضاف: "نجحنا في ترسيخ بنية مؤسساتية قادرة على مواجهة الصعاب والاستمرار في تقديم الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني، فأصبحنا باعتراف العديد من دول العالم والمؤسسات الدولية المتخصصة، نملك الجاهزية الكاملة لإدارة مؤسساتنا ورعاية مصالح مواطني دولتنا، واحتضن المجتمع الدولي، دولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وها نحن اليوم، نحث الخطى، رغم التحديات الكبيرة، لتكريس هذه الإنجازات وترسيخ المصالحة والوحدة الوطنية وتوحيد الجهد والعمل الوطني لنجدة غزة والاضطلاع بواجباتنا الوطنية في تقديم أفضل الخدمات لأبناء الشعب الفلسطيني فيه".