محمد ضيف

أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن محمد ضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس لم يقتل في المحاولة الإسرائيلية لتصفيته خلال عملية الجرف الصامد بقطاع غزة وأنه عاد إلى ممارسة عمله على رأس كتائب القسام.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية: إن «ضيف يسعى حاليا إلى تحقيق التقارب بين (حماس) وإيران من أجل الحصول على أموال ووسائل قتالية إيرانية في حين تشهد قيادة الحركة خلافات بين مستوييها العسكري والسياسي على خلفية فشلها في تحقيق أي إنجازات ملموسة خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل».

وتناولت المواقع العبرية، امس، باهتمام كبير وتركيز واسع عودة محمد ضيف للعمل وتسلم قيادة كتائب القسام، مستندة بذلك الى تقديرات عسكرية وأمنية إسرائيلية، والتي تؤكد بأن محمد ضيف يقف اليوم على رأس الهرم في الجهاز العسكري لحركة حماس.

وأضافت هذه المواقع إنه لوحظ خلال الشهرين الماضيين بأن الخلاف بين الجهاز العسكري والسياسي لحركة حماس عاد ليطفو على السطح، والذي بدأت بوادره أثناء الحرب الأخيرة وتحميل المسؤولية للجهاز السياسي بإفشال الجهاز العسكري للحركة وعدم السماح له بالقيام بتنفيذ خططه العسكرية.

مصادر أمنية إسرائيلية:
وكانت الخطط العسكرية التي رسمها محمد ضيف الذي كان يهتم بالقضايا الاستراتيجية الى ابسط التفاصيل الفنية في الجهاز العسكري، تعتمد على مفاجأة إسرائيل عبر التسلل من خلال النفق الهجومي القريب من معبر كرم أبو سالم، والدخول الى الجانب الإسرائيلي بعدد كبير من عناصر القسام والسيطرة على أحدى البلدات او أكثر، وتنفيذ عملية عسكرية واسعة يسقط فيها عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي والمدنيين، وكذلك خطف عدد منهم والعودة الى قطاع غزة من خلال النفق، ولكن القيادة السياسية للحركة لم تعط الضوء الأخضر للجهاز العسكري لتنفيذ هذه العملية والتي كانت ستكون بداية الحرب، لهذا حمل الجهاز العسكري المسؤولية للقيادة السياسية كون الحرب اندلعت بعد ذلك من قبل اسرائيل.

وأشارت هذه المواقع الى أن الخلاف الحالي بين المستوى العسكري والسياسي يرتبط أيضا بالعلاقة مع ايران، فالجهاز العسكري بعد عودة محمد ضيف يسعى لنسج علاقات وثيقة مع ايران في الوقت الذي تتردد القيادة السياسية في هذا الموضوع.

وأضافت: ان عودة محمد ضيف لقيادة الجهاز العسكري تساهم في الاعداد للجولة القادمة مع الجيش الإسرائيلي، صحيح بأن كتائب القسام بدأت بحفر الانفاق منذ الساعة الأولى لوقف إطلاق النار، ولكن اليوم يعمل الجهاز العسكري على مدار الساعة لتجهيز الأنفاق الهجومية الجديدة، ويصرف الجهاز العسكري على هذه الانفاق ميزانيات أكبر بكثير مما كان ينفقه في السابق، والعمل في حفر الانفاق يجري على ثلاث ورديات يوميا ولستة أيام في الأسبوع، ويستخدم الباطون الذي يشتريه من «السوق السوداء» وكذلك الألواح الخشبية والبلاستيك المقوى.

وتزيد: كذلك يقوم الجهاز العسكري لـ»حماس» باعادة مخزونه الصاروخي وتصنيع الصواريخ استعدادا للجولة القادمة، حيث يسعى من خلال الاعتماد على التصنيع المحلي للصواريخ العودة الى مخزونه ما قبل الحرب الأخيرة، خاصة الصواريخ متوسطة المدى والتي تصل ما بعد مدينة تل أبيب، وهذا واضح من خلال التجارب التي يجريها الجهاز العسكري لاطلاق الصواريخ نحو البحر. كذلك يقوم الجهاز العسكري بزيادة عناصر الكوماندوز البحري والقوات الخاصة الهجومية، وبنفس الوقت يجري تدريبات لهذه الوحدات والتي سيعتمد عليها في الجولة القادمة بتنفيذ عمليات خاصة ونوعية، وكذلك استخدام الطائرات «دون طيار» لتنفيذ عمليات محددة ويستعين الجهاز العسكري لـ»حماس» بخبراء من ايران وسورية وصلوا قطاع غزة وفقا للمصادر الاسرائيلية.

وقالت: قضية أخرى برزت لدى الجهاز العسكري لحركة حماس بعد دراسة الحرب الأخيرة، تتمثل بضرورة وجود اسناد حقيقي لها من سيناء، لذلك نسج الجهاز العسكري علاقات مع بعض الجماعات ومن ضمنها «داعش» في سيناء، لتنفيذ عمليات قصف صاروخي من سيناء ضد الجيش الاسرائيلي في الحرب القادمة.

وتخلص بعض المواقع العبرية بنتيجة أن «حماس» بشكل عام لا تريد اليوم توتير الوضع والدخول في مواجهة جديدة، والسبب عدم اكتمال بنائها العسكري واستعدادها للجولة القادمة، وهذا ما دفع «حماس» للاسراع لبعث رسالة الى اسرائيل بأنها لم تقم باطلاق الصواريخ الأخيرة، وقد وصلت هذه الرسائل وغيرها عبر مصر الى اسرائيل والتي تفيد بأن «حماس» تحافظ على وقف اطلاق النار، ولكن لدى اكتمال استعدادها العسكري واعادة بناء قوتها في كافة المجالات، «الانفاق، الصواريخ، الوحدات الخاصة، الكوماندوز البحري... وغيرها»، قد يكون للقيادة العسكرية ورئيس هيئة الاركان محمد ضيف رأي آخر.