أكبر المستشفيات في قطاع غزة

يعاني مجمع "الشفاء" الطبي أوضاعًا صحية كارثية تهدد بالتوقف عن تقديم الخدمات الطبية للمرضى بسبب استمرار إضراب عمال النظافة الذين لم يتقاضوا رواتبهم حوالي 7 أشهر.

وأكد أحد عمّال النظافة المضربين صالح أبو حصيرة (35عامًا) أنَّه توقف عن العمل بسبب مرور 6 أشهر ولم يتقاضَ أي راتب, قائلًا "لا يوجد أي جهة تهتم بأمورنا, ونناشد الرئيس عباس وحكومة التوافق بالتعجيل في حل مشاكلنا وصرف رواتبنا"، موضحًا "أنا متزوج وعندي عائلة تحتاج للأكل والمصروف وعليا ديون والناس بطالبني فيها".

أما زميله أبو أحمد الحلبي، فأوضح إلى "فلسطين اليوم"، أنَّ عدم صرف الرواتب سبب لهم الكثير من المشاكل العائلية، لافتًا إلى أنه يسكن بالإيجار ولم يستطع دفع أجر البيت مما أدى لمطالبة صاحب البيت إما دفع الإيجار أو يترك البيت.

وأشار الحلبي إلى أنَّ المشكلة تكمن في المفارقات السياسية بين الضفة وغزة، بالإضافة إلى أنَّ كل طرف يلقي باللوم على الطرف الآخر، منوهًا إلى أنَّ الضحية الأولى هم العمال وعائلاتهم.

أما الممرض في قسم الاستقبال هاني اللوح، شدّد على أنَّ القسم بالكاد يعمل وهو هو مهدد بالتوقف عن تقديم الخدمات الطبية حتى للحالات العاجلة في ظل استمرار هذا الوضع، موضحًا أنَّ الأطباء والممرضين في القسم هم من ينظفون الأقسام لغياب عمال النظافة، محذرًا من تفاقم الأزمة وحدوث أوبئة وأمراض تهدد صحة وسلامة المجتمع كله وليس العاملين في مجمع الشفاء فقط.

انهيار الخدمة الطبية
ومن جهته، صرّح مدير مجمع "الشفاء" الطبي، الدكتور نصر التتر، بأنَّ الخدمة الطبية منهارة في المجمع بعد توقف عمال النظافة عن العمل نهائيًا، محذرًا من زيادة كميات المخلفات والقاذورات في جميع الأقسام، بالإضافة إلى أنَّ المجمع لن يستطيع تقديم الخدمة الطبية نتيجة الجو غير الصحي الذي لا يمكن العمل به.

وأشار التتر، إلى أنَّه تم إقفال العيادة الخارجية والاستقبال والعمليات، مشيرًا إلى وجود مخاطر عدة من التلوث على المصابين في أكشاك الولادة وأقسام غسيل الكلى، موضحًا أنَّ وزير الصحة في حكومة التوافق لم يقدم سوى دعوة شركات النظافة للصبر حتى نهاية الشهر وهو ما رفضته شركات النظافة مطلقًا.

وبدوره، أكد الناطق باسم شركات النظافة في القطاع نبيل أبو عقلين، أنَّ العودة إلى العمل مرهونة بتقاضي العمال لأجورهم المؤجلة منذ 7 أشهر، مشيرًا إلى أنَّه لا يوجد أي ردود أو وعود بحلها قريبًا، مناشدًا رئيس السلطة أبو مازن لحل هذه القضية, خصوصًا أنَّها تمس بشكل كبير حياة المرضى وأرواح المواطنين.