وزير السياحة هشام زعزوع

أكد وزير السياحة هشام زعزوع أن فرنسا هي آخر محطة للجولة الأوروبية التي بدأها منذ نحو أسبوع والتي تسير بشكل جيد جدا.

وأكد - في تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط - أنه لمس خلال حضوره هذا العام معرض (توب ريزا) الذي يعد أكبر صالونا للسياحة والسفر في فرنسا، تغيرا كبيرا ورغبة حقيقية من الجانب الفرنسي لاستعادة معدلات السياحة الوافدة الى مصر ، عازيا ذلك الى تطور العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في جميع المجالات وانعكاس ذلك بشكل خاص على السياحة.

وأضاف أن السوق الفرنسي هام جدا بالنسبة لمصر حيث أن السائح الفرنسي معجب بشكل خاص بالسياحة الثقافية في مصر، وهي أكثر المنتجات السياحية تضررا في فترة ما بعد ثورة ٢٥ يناير ، حيث أن السوق الفرنسي يجلب عادة لمصر ٦٠٠ ألف سائح إلا أن هذا الرقم تراجع الى دون المائة ألف سائح.

وأشار الى العديد من العوامل المبشرة الأخرى شعر بها متخذو القرار السياحي في فرنسا بخلاف تعزيز العلاقات الثنائية ، ومنها تحسن الوضع الأمني في مصر مقارنة بالعام الماضي ، مضيفا ن لقاءاته مع مسؤولي السياحة الفرنسيين تركزت حول كيفية التعاون لإعادة الحركة السياحية مرة أخرى الى مصر وخاصة على النيل وفي القاهرة.
وقال أن القائمين على السياحة في فرنسا أكدوا له أن السوق السياحي المصري مهم جداً للسائح الفرنسي و ان هناك تحديات اخرى تؤثر على الحركة السياحية الى مصر مثل الوضع الاقتصادي الداخلي في فرنسا إلا أن الرغبة متوفرة للعودة بقوة الى مصر.

وأضاف " سنعمل بالتعاون مع الحكومة الفرنسية على تحسين وضع خريطة المناطق الخطرة في مصر حيث ما زالت بعض الأماكن مصنفة باللون الأحمر أو الأصفر".
واعتبر زعزوع أن اللقاءات العديدة التي قام بها مع معظم الشركات الفرنسية المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في مصر مبشرة ، وانتقلت ـ مقارنة بالعام الماضي ـ من مرحلة الوعود الى التنفيذ ، وستسفر عن نتائج إيجابية في الفترة القادمة.

وأكد أنه التقى أيضاً بممثلي شركات الطيران منها مصر للطيران للوقوف على الجهود المبذولة لاستعادة الحركة السياحية الفرنسية مرة أخرى الى مصر والتي ستترجم على الأرض ابتداء من الأسابيع القادمة ، وتستمر خلال الموسم الشتوي القادم الذي سيبدأ في مطلع نوفمبر المقبل.
وأضاف أنه ستكون هناك إجراءات تحفيزية في مجال الطيران تهدف الى تنشيط السياحة لبعض الوجهات السياحية كالأقصر تتيح على سبيل المثال للشركة التي تستأجر طائرة أن تحقق ربحا بمقدار ٤٠ يورو على كل مقعد إضافي يزيد عن ٤٠٪ من سعة الطائرة في خطوة ترمي الى مضاعفة السائحين المتوجهين الى الأقصر أو الى وجهات أخرى سيتم تحديدها.

ومن ناحية أخرى ، أشار وزير السياحة الى أنه يتم إنتاج فيلم ترويجي جديد سيطرح في الأسواق في فرنسا ، فضلا عن دعوة مذيعين مشهورين لتقديم برامجهم في مصر في مواقع سياحية وأثرية جاذبة، وأيضاً (شيفات) عالميين لتقديم برامجهم على متن مراكب في النيل ، وهي أفكار محببة جداً بالنسبة للأوروبيين بصفة عامة والفرنسيين بشكل خاص.

وأضاف " كما سندعو كبار المنظمين التابعين لاتحاد السياحة الفرنسي (سناف) ليتم تنظيم لقاءات لهم في مصر قريبا وكذلك كل رجال الاعلام والصحافة الفرنسيين بصفة دورية سواء الصحافة المتخصصة في مجال السياحة أو العامة".
وتابع أنه سيتم إطلاق برامج تسويق مشتركة مع كل شركات السياحة المتخصصة الفرنسية التي التقى بالعديد منها ، فضلا عن الدعاية من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي ، معتبرا أنها كلها أدوات في حزمة كبيرة ستساعد على دخول السوق وجذابة مجددا.

وتابع " كل هذه الجهود قمنا بها في إيطاليا وألمانيا إلا أن في ألمانيا كان هناك وضع خاص حيث عقد مؤتمر كبير لأحد المجلات الألمانية المتخصصة في مجال السياحة يحضره كل عام كبار متخذي القرار السياحي ، وقمت بعرض تقديمي جيد والتقيت بعدد من وسائل الاعلام الألمانية ، وأعتقد أن المردود جيد وأن هناك رغبة لمتخذي القرار السياحي في أوروبا للعودة للعمل في السوق المصري من جديد".

وعن وضع السياحة في مصر ، قال زعزوع أن الصيف الماضي في مصر كان جيدا نسبيا واعتمد على البحر الأحمر والسياحة العربية ، مشيرا الى أن الفترة القادمة سيتم التركيز على السوق الشتوي وأوروبا التي تمثل أكثر من ٧٠٪ من السياحة الوافدة الى مصر ، معتبرا ان أوروبا ستظل مهمة جداً بالرغم من التركيز على فتح أسواق جديدة.
وأشار الى جهود الحكومة المصرية لحماية السائح الأجنبي مثل تركيب كاميرات المراقبة وزيادة الكمائن والدوريات والحراسة المصاحبة للحافلات السياحية عند تحركها داخل مصر.

وقال زعزوع أن منحنى السياحة اتجه للإرتفاع من جديد بدءا من يوليو معتمدا على السائح العربي والأوروبي الذي يأتي للسياحة الشاطئية ، ولكننا لم نصل للأرقام التي حققناها في ٢٠١٠ حيث زار مصر حينئذ نحو ١٤،٧ مليون سائح وبلغ إيراد السياحة ١٢،٥ مليار دولار وهو يشكل نحو ضعف عائدات قناة السويس.

ومن المقرر أن يغادر وزير السياحة هشام زعزوع باريس بعد ظهر غد ختاما لزيارته لباريس التي استهلها الثلاثاء الماضي ولجولته الأوروبية التي بدأت منذ نحو أسبوع وشملت إيطاليا وألمانيا الى جانب فرنسا.