الأمير وليام

 في خطوة رمزية ذات أبعاد سياسية واسعة الصدى، أدرج القصر الملكي البريطاني زيارة الأمير ويليام إلى القدس المحتلة والبلدة القديمة، ضمن الجدول الزمني لزيارته الرسمية إلى أراضي السلطة الفلسطينية وليس إلى إسرائيل، خلال جولة أولى له في المنطقة تبدأ في 24 من الشهر الجاري؛ في حين تحتفل السفارة الروسية في إسرائيل الخميس، بالعيد الوطني، للمرة الأولى على غير عادتها، في القدس الغربية وليس في تل أبيب حيث مقرّها.

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجدول الزمني لزيارة الأمير البريطاني يوضح نيته زيارة حائط البراق والأماكن المقدسة للديانات الثلاث في البلدة القديمة، في آخر أيام زيارته الرسمية إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وليس لإسرائيل، ما يحمل رسائل سياسة من أهمها تأكيد فلسطينية القدس المحتلة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة، أن "زيارة الأمير ويليام إلى المواقع المقدسة للأديان الثلاثة كانت مقررة منذ فترة طويلة"، لكن القصر الملكي لم يعلنها سابقاً "ربما تجنباً لجدل سياسي في شأن مسألة السيطرة والسيادة على الأماكن المقدسة". وتابع أن وزارة الخارجية لم تعلن زيارة الأماكن المقدسة "كي لا تضطر إلى إدراجها في برنامج زيارة السلطة الفلسطينية، وذلك في محاولة لإيجاد حل يرضي الأطراف جميعاً".

وأوضح أن "من المتوقع أن يتولى ويليام عرش بريطانيا، وعليه سيكون رئيس الكنيسة الأنجليكانية. وبناء على ذلك، كان واضحاً منذ البداية أن الزيارة ستشمل هذه المواقع المقدسة التي تضمنها برنامجها".

وسيبدأ الأمير ويليام جولته في المنطقة من الأردن، قبل أن يصل إلى رام الله والقدس المحتلة، ثم يجري محادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيانياهو ويلتقي الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

إلى ذلك، قال الناطق باسم السفارة الروسية ديمتري الوشكين، إن الاحتفال بـ "يوم روسيا" هذه السنة في القدس الغربية "يتماشى مع اعتراف موسكو بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل".

وأعلن أن "نتانياهو سيحضر الاحتفال" الذي سيجري في "قصر سيرغي" الذي افتتحه الروس في تموز (يوليو) العام الماضي، بعد معركة قضائية طويلة مع الإسرائيليين، حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل لاستعادته.

والمبنى قديم تم تشييده عام 1890، لاستيعاب الحجاج الروس الذين يزورون الأراضي المقدسة. وتمت تسميته "قصر سيرغي" تيمناً بنجل القيصر ألكسندر الثاني سيرغي أليكساندروفيتش في منطقة المسكوبية بالقدس الغربية. وقال الوشكين إن الاحتفال في "المبنى يرمز إلى التقاليد الروسية القديمة". وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو تعتبر "القدس الغربية عاصمة لإسرائيل" مع تأكيد أنها تؤيد "المبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة بالنسبة للقضية الفلسطينية وتشمل وضع القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلاً، وتؤيد الاتفاقات الفلسطينية - الإسرائيلية".