ساعة يد الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين

في عملية اعتبرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «عملاً شجاعاً بطولياً»، استردت إسرائيل ساعة اليد الخاصة التي كان يرتديها الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق عام 1965.

وهنأ نتنياهو «مقاتلي الموساد على عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكاراً من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل»، لكن تبين أن الحصول على الساعة تم بشرائها في مزاد علني عادي.

وكان جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، قد أعلن مساء أول من أمس، أنه أعاد في عملية خاصة، نفذها أخيراً، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين قبل إعدامه.

وقال رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، الذي تم اقتناء الساعة في عهده: «لن ننسى إيلي كوهين أبداً. تراثه الذي يتميز بالإخلاص وبالحزم وبالشجاعة وبحب الوطن هو تراثنا. نحن على اتصال دائم وحميم مع زوجته وعائلته. إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سوريا حتى اليوم الذي تم فيه إلقاء القبض عليه وكانت الساعة جزءاً من هويته العربية المزيفة».

وأصدر نتنياهو بياناً خاصاً أشاد فيه بعملية استرداد الساعة، كما لو أنها كانت عملية عسكرية بطولية نفذها «مقاتلو الموساد بحزم وشجاعة». ولكن تبين أن استعادة ساعة اليد لم تكن سوى عملية شراء عادية في مزاد أحد مواقع التسوق على الإنترنت. وقالت أرملة كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس: «أخبرنا الموساد قبل بضعة أشهر بأنهم وصلوا إلى ساعة كوهين التي كانت على وشك أن تباع. لا نعرف أين، وفي أي مكان، وفي أي بلد. بعد ذلك أبلغونا أنهم حصلوا عليها، بالطبع قام الموساد بشرائها. فقد كانت الساعة معروضة للبيع في دولة معادية وتم شراؤها عبر الإنترنت». وأضافت أن «شخصاً ما توجه للموساد وأكد أن لديه الساعة. وعلى أثر ذلك أجرى خبراء الموساد الدراسات والاختبارات اللازمة للتأكد من كونها ساعة كوهين، وبعد ذلك قاموا بشرائها».

المعروف أن إيلي كوهين هو يهودي من أصل مصري هاجر إلى إسرائيل في سنة 1957 وانتسب إلى الموساد. وقد أرسل في مهمة لفحص نيات الجيش السوري تجاه إسرائيل، بعدما أقدمت على حرف مسار نهر اليرموك. وتمكن كوهين من دخول سوريا كرجل أعمال سوري مغترب في أميركا اللاتينية قرر العودة إلى الوطن والاستثمار فيه. واستطاع إقامة علاقات واسعة مع قادة النظام هناك طيلة سنوات وتصادق مع عدد من الجنرالات ونقل رسائل، اعتبرها رئيس الوزراء، ليفي أشكول في حينه: «واحدة من أسباب انتصار إسرائيل على العرب في سنة 1967».
وتطالب إسرائيل بإعادة رفاته، لكن الحكومة السورية تدعي بأنها لا تعرف مكان دفنه. كما كان ملف كوهين بين الأمور الرئيسية التي أثيرت خلال المفاوضات السورية - الإسرائيلية في العقدين السابقين. وتوسط أعضاء في الكونغرس الأميركي أكثر من مرة مع دمشق للحصول على معلومات عن كوهين.