رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الروسي بوتين

بعد أن أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عن وصول صواريخ «إس 300» إلى سورية، وقال نائبه سيرغي فرشينين، إن على إسرائيل أن تبدي اتزاناً وقدرة تحكم في القرارات في التعامل مع هذه الصواريخ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح أمس الأحد، واتفقا على اللقاء القريب.
وقالت مصادر سياسية إن اللقاء بينهما سيتم على الأراضي الروسية، وإن إسرائيل تسعى لعقده في أسرع وقت ممكن، فيما يطلب الروس «منحهم وقتاً للإعداد للقاء حتى يكون مفيداً وناجعاً».
يأتي ذلك على خلفية الأزمة التي نشبت بين الدولتين، قبل ثلاثة أسابيع، في أعقاب إسقاط طائرة التجسس الروسية «إليوشين 22» في منطقة اللاذقية بصواريخ صديقة من دفاعات جيش النظام وقرار روسيا تحميل إسرائيل المسؤولية.
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، أمس الأحد، إنه تحدث مع بوتين في الصباح و«اتفقنا على اللقاء قريباً من أجل مواصلة التنسيق الأمني بين الجيشين». وأضاف نتنياهو أن «إسرائيل ستعمل في أي وقت من أجل منع إيران من التموضع في سورية، ونقل أسلحة فتاكة إلى (حزب الله) في لبنان». وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن غارة ضد موقع لإيران قرب مدينة اللاذقية، في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، وبعد مغادرته سماء المنطقة، أطلقت الدفاعات الجوية السورية صواريخ «إس 200» المضادة للطائرات باتجاه الطائرات المغيرة، وأصابت طائرة التجسس الروسية، وأسقطتها، وقُتل 15 ضابطاً وجندياً روسياً. وقد تكلم نتنياهو مع بوتين في الوقت ذلك، وسارع إلى الكشف أن الرئيس الروسي قال إن «الطائرة سقطت نتيجة لسلسة أخطاء» وإن «الحكومتين تعملان على تطويق المشكلة في إطار التنسيق الأمني بينهما». ولكن المسؤولين الروس راحوا يوجهون اتهامات مباشرة لإسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، أولاً لأنها كانت المبادرة إلى الهجوم، ولم تخبر الروس في الوقت المناسب، ثم اتهمت روسيا، إسرائيل، بأن طائراتها الحربية اختبأت خلف الطائرة الروسية ما تسبب بإسقاطها، وبعد ذلك أغلقت المجال الجوي السوري، وسلمت جيش النظام صواريخ «إس 300»، الأمر الذي أثار تحسباً في إسرائيل من عدم قدرة طيرانها على استهداف مواقع في سورية.
ومع أن الروس أعلنوا عن تزويد سورية بالصواريخ الجديدة، ما زال نتنياهو يأمل أن يستطيع إقناعهم بعدم تسليم الصواريخ بشكل فعلي، وعدم تدريب السوريين على تشغيل المنظمة الجديدة.
وكانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت، أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية تنوي إجراء تحسينات إضافية جديدة على طائرة «إف 35» الشبح، لكي تستطيع الاستجابة لمتطلبات التعاطي مع الصواريخ الجديدة.