محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين

حذر محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، من الاعتداء على حرمة وقدسية الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، عقب قيام مجموعات استيطانية متطرفة بتنظيم حفل موسيقي صاخب في قلب باحاته. وقال الهباش إن تنفيذ هذا الاعتداء على الحرم، بقيادة وزير إسرائيلي وبحماية من شرطة وجيش الاحتلال، وتشجيع رسمي من الحكومة الإسرائيلية اليمينية، سيقود المنطقة إلى حرب دينية.

وكان عشرات المستوطنين اليهود في الخليل ومن عدة مستعمرات أخرى، قد أقاموا مساء أول من أمس، احتفالاً صاخباً في ساحات الحرم الإبراهيمي الشريف، بدعوى إدخالهم التوراة إلى الحرم، تخللتها طقوس تلمودية، وذلك بمشاركة عشرات الحاخامات، وبقيادة وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية غلعاد إردان.

وأكد مدير الحرم ورئيس سدنته الشيخ حفظي أبو سنينة، أن حكومة الاحتلال تحاول تعزيز وجود المستوطنين في الحرم الإبراهيمي الشريف كرد فعل على الوجود الكبير للمواطنين الفلسطينيين في شهر رمضان المبارك.

ووجه الهباش نداء عاجلاً إلى كل الأحرار والمؤسسات الحقوقية الدولية للتحرك الفوري لوقف هذه الجريمة، ووضع حد لدولة الاحتلال لرفع يدها عن الأماكن المقدسة في دولة فلسطين؛ الإسلامية والمسيحية منها، موضحاً أن استمرار دولة الاحتلال في جرائمها بحق المقدسات، سواء في القدس أو الخليل، سيدفع المنطقة والعالم إلى ما لا تحمد عقباه. وطالب أبناء الشعب الفلسطيني بالذود عن مقدساته وتكثيف الوجود داخلها، والتصدي للهجمة المسعورة من قبل دولة الاحتلال، وتوحيد المواقف خلف القيادة لحماية المقدسات ومعاقبة دولة الاحتلال على ما تقترفه من جرائم وعمليات تزوير للحضارة والتاريخ.

وفي القدس الشرقية المحتلة، دعا جمعة الزبارقة، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، المنظمات الدولية التي تُعنى بحرية الأديان والعبادة، وخصوصاً المؤتمر الإسلامي و"اليونيسكو" لإدانة وصد الهجمة العنصرية الاستيطانية الشرسة، التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك. وقال الزبارقة إن "المسجد يتعرض لاعتداءات متطرفة همجية يومية، كان آخرها، تخريب وتدمير الأعمال التي أجراها مصلون ومتطوعون خلال شهر رمضان في منطقة باب الرحمة، الواقع بمحاذاة السور الشرقي. وقد هدمت السلطات الإسرائيلية طريق باب الرحمة، واقتلعت الأشجار التي غرسوها، وحطمت المقاعد التي نصبوها على جانبي الطريق لإتاحتها للمصلين والزوار وإزالة العوائق منها... كما نصبوا نقطة مراقبة لجنود وشرطة الاحتلال، وهذه غطرسة لا يجب السكوت عليها".

واعتبر الزبارقة الاعتداء على باب الرحمة، واعتقال عدد من حرس الحرم القدسي الشريف والمتطوعين، "استمراراً لفصول الحرب على المقدسات الإسلامية والمسيحية في البلدة القديمة وعلى الوجود الفلسطيني. وقال إن "الانتهاكات المتكررة للمساجد والكنائس تعتبر تطرفاً ومساً بحرية العبادة".