رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أن حكومته ستقوم بسداد العجز الناجم عن وقف التمويل الأميركي لمستشفيات القدس. وقال الحمد الله، إنه على الرغم من «العجز والتحديات والحصار المالي وانخفاض الدعم الخارجي بنسبة 70 في المائة، إلا أننا سنتدبر أمورنا، ولن نترك شبرا من أرضنا إلا وسنخدمه ونمده بمقومات صموده. وسندعم القطاع الخاص، ونفِي بحقوق الموظفين كاملة. وسأكررها مرة تلو الأخرى، لن نقايض الثوابت الوطنية بالمال السياسي».

وكانت واشنطن قررت، قبل أيام، حجب أكثر من 20 مليون دولار عن المستشفيات الفلسطينية في القدس المحتلة، وذلك على الرغم من الضغوط التي مارستها بعض المجموعات المسيحية التي تدعم هذه المستشفيات الأهليّة في القدس الشرقية.

واستهدف القرار الأميركي من بين مستشفيات أخرى، مستشفى أوغوستا فيكتوريا (المُطّلع)، وهو مستشفى كنسي عريق إلى جوار جبل المشارف، ومستشفى سانت جورج (الفرنساوي)، وهو أهم مستشفى تخصصي لعلاج أمراض العيون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وتخدم مستشفيات القدس (وعددها 6) ملايين الفلسطينيين، إذ تستقبل حالات كثيرة تحولها السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا.

وحذرت «شبكة مستشفيات القدس»، أمس من خطورة قرار قطع التمويل الأميركي، ووصفته بالتعسفي. وقال مسؤولون في المستشفيات، إن تبعات القرار ستكون «كارثية»، مطالبين واشنطن بالتراجع عنه.

وقال بسام أبو لبدة، مدير مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس، في بيان باسم الشبكة: «نأسف لمثل هذا القرار من قبل الإدارة الأميركية، لما في ذلك من أثر سلبي كبير على توفر السيولة النقدية في هذه المستشفيات، والذي سيُحدث بدوره، تأخيرا في تقديم الخدمات العلاجية الحيوية التي تتوفر في هذه المستشفيات فقط». وأضاف: «بالمجمل فإن هذا القرار سيؤثر سلبا على حياة 5 ملايين فلسطيني».

وناشد أبو لبدة باسم شبكة مستشفيات القدس الشرقية، الحكومة الفلسطينية والكونغرس الأميركي والمجتمع الدولي، تحمل مسؤولياتهم، وعمل كل ما يمكن للتعامل مع هذه الحالة الخطرة الناتجة عن قطع التمويل الأميركي.

ويخشى مديرو مستشفيات القدس من أن يؤدي العجز الذي سيسببه القرار الأميركي، بالإضافة إلى الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية، إلى إفلاس مستشفيات.

وتبلغ قيمة الديون المستحقة لمستشفيات القدس على وزارة الصحة الفلسطينية، ما يقارب 80 مليون دولار.

وتحول السلطة الفلسطينية عادة، مرضى من الضفة وقطاع غزة إلى مستشفيات القدس، نظرا لتقدم الطب فيها أحيانا، وبهدف دعمها أيضا.

وطالب وليد نمور، أمين «شبكة مستشفيات القدس الشرقية»، المدير التنفيذي العام لمستشفى المطلع، بتعاون القيادة الفلسطينية والدول المانحة والدول العربية والإسلامية، من أجل إيجاد خطة طويلة الأمد لبقاء المستشفيات في القدس وضمان استمرارها، وسد العجز الناتج عن القرار الأميركي.

وتتكون شبكة مستشفيات القدس من 6 مستشفيات، هي مستشفى جمعية المقاصد الخيرية، ومستشفى الهلال الأحمر، ومستشفى سانت جون للعيون، ومؤسسة الأميرة بسمة للقدس، ومستشفى مار يوسف (الفرنسي)، ومستشفى أوغوستا فيكتوريا (المطلع).

وأكد نمور أن الشبكة ستضع خطة للتواصل مع الدول العربية والإسلامية والدول الأوروبية لسد العجز.