الرئيس الفلسطيني محمود عباس

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بغداد، الاحد ، في زيارة رسمية. وكان في استقباله رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وهذه الزيارة الثانية لعباس منذ عام 2003، حيث سبق له أن زار العراق عام 2012. ويرافق عباس في زيارته رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية العامة، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاقتصادية، ومستشاره للشؤون الدبلوماسية وعقد رئيس الوزراء العراقي والرئيس الفلسطيني مؤتمراً صحافياً، أكدا فيه عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. وقال عبد المهدي خلال المؤتمر الصحافي إن «فلسطين ستبقى القضية المركزية، وإن العراق يمتلك حضوراً قوياً في المنطقة بما يمكنه من المساعدة في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني».

بدوره، أشاد الرئيس محمود عباس بما «حققه العراق من انتصارات والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً». وقال خلال المؤتمر الصحافي: «أطلعت رئيس الوزراء العراقي على تطورات الأوضاع في فلسطين والانتهاكات التي يتعرض لها القدس». ووجه عباس انتقادات لاذعة لحكومة الولايات المتحدة، معتبراً أنها «أثبتت عدم حياديتها بعد أن اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما دعانا إلى رفض خطتها للسلام».

ولم يكشف الجانبان العراقي والفلسطيني عن طبيعة وأهداف زيارة عباس، لكن مصدراً مقرباً من الحكومة العراقية رجح في حديث إعلامي  أن يكون «ملف الفلسطينيين في العراق وممتلكاتهم والمتهمين منهم بتهم إرهاب ويوجدون في السجون العراقية على قائمة اهتمامات الرئيس الفلسطيني إلى جانب بعض القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك».

بدوره، قال المستشار الإعلامي للسفارة الفلسطينية في بغداد فؤاد حجو، إن «الزيارة تستمر ليومين، وتأتي في سياق وضع القيادة العراقية في صورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ومحاولة فرض صفقة القرن من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب والموقف الفلسطيني والعربي منها». وأضاف حجو في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة تتضمن تطوير وتعميق العلاقات بين البلدين، إلى جانب التعاون الاقتصادي خصوصاً فيما يتعلق بالاستثمار والبناء وتبادل البضائع العراقية والفلسطينية».

كما أكد حجو «تركيز الزيارة على أوضاع الفلسطينيين في العراق، إذ إن وجودهم القانوني معقد بعد إلغاء القانون 202، وهو بحاجة إلى تنظيم وإطار قانوني، وقد وعدنا أن يصدر البرلمان العراقي قراراً بهذا الاتجاه». وكشف حجو عن وجود نحو «40 فلسطينياً في السجون العراقية تتراوح تهمهم بين الإرهاب والجرائم العادية» واستناداً إلى المصادر التاريخية، فإن العلاقات العراقية - الفلسطينية تعود إلى عام 1964، عندما قام العراق بالاعتراف حينذاك بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم دولة فلسطين المُعلنة في الجزائر عام 1988 على حدود الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوجد سفارة وقنصلية فلسطينية في كل من العاصمة بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان، مع عدم وجود سفارة عراقية في الأراضي الفلسطينية لعدم اعتراف الحكومات العراقية المتعاقبة بالعملية السلمية في الشرق الأوسط. ويمتد وجود المواطنين الفلسطينيين في العراق إلى أيام الهجرة الأولى عام 1948، إلا أن وجودهم انحسر بعد عام 2003، نتيجة أعمال العنف وعمليات الاستهداف التي طالته على يد فصائل مسلحة.