الاحتجاجات في قطاع غزة

تصاعد التوتر في قطاع غزة بعدما قتلت إسرائيل اثنين من عناصر حركة "حماس" في قصف استهدف مواقع تابعة للحركة، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع تجاه مستوطنات قريبة، وهددت إسرائيل حركة حماس" بأن استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة سيترتب عليه رد “قاسٍ ومؤلم”، وردت الحركة الإسلامية بأن على إسرائيل أن تتحمل نتيجة جرائمها، وكان الجيش الإسرائيلي قد هاجم مواقع عدة في قطاع غزة؛ رداً على صواريخ أطلقت أول من أمس من القطاع، مخلفا ًوراءه شهيدين وإصابات عدة، وقال الجيش، إن طائراته “استهدفت أربع منشآت تابعة لتنظيم حماس" في قطاع غزة: وهي موقعان لصنع السلاح ومخزن للأسلحة ومجمع عسكري”؛ وذلك رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ على الأقل من القطاع الذي تسيطر عليه حماس" .

ونعت حماس" أمس اثنين من مقاتليها، وحثت الفلسطينيين على مواصلة المواجهة مع القوات الإسرائيلية. كما تبادلت مع إسرائيل الاتهامات والتهديدات؛ وهو ما أشعل مخاوف من احتمال تفجر مواجهة جديدة في غزة، وقال منسق الأنشطة في الحكومة الإسرائيلية، يؤاف مردخاي، إن استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة سيترتب عليه رد قاس ومؤلم، متهماً جهات وصفها بـ”اللامسؤولة” بأنها تستدرج القطاع إلى التصعيد ليكون سكان غزة هم من يدفعون الثمن.

ودعا مردخاي الفصائل الفلسطينية في القطاع إلى عدم اختبار قوة الجيش، موجهاً رسالة إلى سكان القطاع “يا سكان غزة ألا تدركون أن عناصر إرهابية غير مسؤولة تستدرجكم للتصعيد قبيل الشتاء وحين يزداد الضيق شدة:نوحمّل مردخاي حماس" المسؤولية عما يحدث في القطاع، فردت الحركة الإسلامية بتحميل الاحتلال تبعات ونتائج التصعيد الإسرائيلي الأخير والخطير ضد غزة، واستهداف المدنيين والمؤسسات؛ إذ قال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة: إن “استهداف الاحتلال وقصفه المدنيين والمؤسسات ومواقع المقاومة في الضفة وغزة بشكل متعمد جريمة إضافية، تضاف إلى جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطينية”، وعدّ ذلك “تجرؤاً على الدم الفلسطيني نتيجة الغطاء، والدعم الأميركي اللامحدود لهذه الجرائم والانتهاكات”.

وشدد برهوم على أن هذا التصعيد “لن يفت من عضد شعبنا وإرادته ومقاومته، وانتفاضته المباركة لنصرة القدس والدفاع عنها، وإفشال كل المخططات التي تستهدف حقوقه ومقدساته”. ومع القصف الأخير، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قضوا منذ تفجر المواجهات يوم الخميس، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى أربعة أشخاص ومئات الجرحى والمصابين،واستمرت المواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس، واشتبك الفلسطينيون مع القوات الإسرائيلية عند نقاط التماس في بيت لحم ورام الله والخليل ومناطق أخرى، وعند السياج الحدودي في قطاع غزة. وخلال المواجهات رشق الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات، وأشعلوا الإطارات، فردت القوات الإسرائيلية بالرصاص وقنابل الغاز والصوت، ومواد ذات رائحة كريهة. وقد سجلت أعنف المواجهات في مدنية القدس، التي شهدت اعتداءات عنيفة من قبل الشرطة الإسرائيلية تجاه المتظاهرين بما في ذلك النساء.

وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمساندة فرق الخيالة، مسيرات عدة في مدنية القدس، استخدمت خلالها الرصاص وقنابل الغاز والهروات، واعتقلت نحو 10 فلسطينيين، بينهم نساء،وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تعاملت مع 92 إصابة في الضفة وقطاع غزة أمس، مؤكدة عشرات الإصابات في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وغزة التي أصيب فيها عشرة مواطنين بالرصاص الحي، و22 بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وجاءت المواجهات في ظل دعوات فصائل فلسطينية، بينها "فتح" وحماس" ، وآخرون لتصعيد المواجهات الشعبية وتحويلها إلى انتفاضة.

وأكدت أقاليم حركة فتح في الضفة الغربية، أمس، على استمرار التصعيد ضد الاحتلال، وتوسيع رقعة المواجهات معه ومع مستوطنيه، ونادت باعتبار الأيام المقبلة أيام غضب، داعية الكنائس لأداء الصلوات اليوم (الأحد) وقرع أجراس الكنائس، وتحويل الجمعة المقبل يوماً للمواجهة الشاملة، وأكدت فتح في بيان على استمرار التصعيد وتوسيع رقعة المواجهة والاشتباك على نقاط التماس كافة، والاحتكاك والحواجز والطرق الالتفافية، ورفع حالة التضامن بين كل فئات الشعب بهدف تحقيق أهدافه الوطنية، مشددة على أنها ترفض رفضاً قاطعاً استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وتعتبره شخصية غير مرغوب فيها، كما تعتبر كل الدبلوماسيين والموظفين الأميركيين غير مرحب بهم في أراضي الدولة الفلسطينية حتى العودة عن القرار الأميركي.

ودعت فتح إلى الاصطفاف والوقوف في وجه كل الأصوات النشاز التي تدعو إلى التطبيع مع دولة الاحتلال، داعية الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية إلى الخروج بمسيرات في المدن والعواصم العربية والإسلامية كافة يوم الأربعاء المقبل، تزامناً مع انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في إسطنبول، وطالبت الحركة المؤتمرين باتخاذ قرارات تستجيب لحجم التحديات والأخطار التي تحيط بالقضية الفلسطينية وبالقدس العاصمة، وبشكل فوري، أعلنت لجان المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية رفضها استقبال والتعامل مع أي مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ممن يحملون الجنسية الأميركية، رداً على قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. كما أعلنت نقابة الأطباء مقاطعة الأدوية الأميركية. في حين تتصاعد دعوات فصائلية ونقابية في الأراضي الفلسطينية لمقاطعة كل ما هو أميركي؛ حتى يتراجع الرئيس الأميركي عن خطوته.