مجلس جامعة الدول العربية

ندَّد مجلس جامعة الدول العربية في اجتماع طارئ عُقِد على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة، أمس، بـ«الجرائم الإسرائيلية الممنهجة واسعة النطاق ضد أبناء الشعب الفلسطيني»، واعتبرها «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية»، بموجب القانون الدولي الإنساني.

وقرَّر المجلس، في بيان أصدره في ختام اجتماعه، الذي عُقِد بناء على طلب دولة فلسطين، تقديم كل «الدعم والمساندة والتحية لصمود الشعب الفلسطيني البطل على أرضه، ونضاله العادل والمشروع، دفاعاً عن حياته وأرضه ومقدساته وحقوقه المشروعة، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، في مواجهة جرائم وخطط وممارسات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال».

وحمَّل المجلس «الحكومة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عن هذه الجرائم، مع التأكيد على ضرورة العمل لتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية الناجزة دون إبطاء»، مستنكراً «فشل مجلس الأمن في استصدار موقف حول الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني»، ومطالبته بتحمُّل مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وإنفاذ قراراته ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين.

ودعا المجلس الأمم المتحدة وأمينها العام إلى إنفاذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول حماية المدنيين الفلسطينيين، من خلال خيارات حماية السكان المدنيين الفلسطينيين، الواردة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير في هذا الشأن، وحثّ دول ومؤسسات المجتمع الدولي على المشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين، وتشكيل آلية عملية وفعالة، لتنفيذ ما جاء في قرار الجمعية العامة وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة.

كما طالب مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان، بمتابعة عمل لجنة التحقيق الدولية التي شكَّلَها للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية ضد مسيرة العودة الفلسطينية، وتمكين هذه اللجنة من أداء أعمالها في تحقيق ميداني ذي مصداقية ومحدَّد بإطار زمني، وضمان آلية واضحة لمساءلة ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن هذ الجرائم، وعدم إفلاتهم من العقاب وإنصاف وتعويض الضحايا المدنيين العزل.

ودعا المجلس الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لتحمل مسؤولياتها، وكفالة احترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، من خلال وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإعمال القواعد الآمرة للقانون الدولي.

وأكد المجلس «دعمه للجهود والمساعي الفلسطينية الهادفة إلى مساءلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وتقديم المساندة الفنية والمالية اللازمة لهذه المساعي، وتفعيل تشكيل لجنة قانونية استشارية في إطار الجامعة العربية لتقديم المشورة حول رفع القضايا أمام المحاكم الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني».

كما جدد المجلس «دعمه حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال ضد الاحتلال، وفقاً لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك المقاومة الشعبية السلمية، وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها، والتأكيد على أن مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ونظامه الاستعماري، هي إحدى الوسائل الناجعة والمشروعة لمقاومته وإنهائه وإنفاذ حل الدولتين».

وخلال كلمة ألقاها السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في الجلسة الافتتاحية، دعا أبو علي لوقف «العدوان» الإسرائيلي بشكل نهائي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتنفيذ القرارات الدولية والعربية ذات الصلة.

من جانبه، أكَّد سفير السعودية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة نقلي أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية من شأنها تعطيل الجهود الدولية، وإضفاء المزيد من التعقيدات على الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية المعقدة أصلاً. ونبَّه السفير نقلي، في كلمته، إلى أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية من شأنه أيضاً تعطيل الجهود القائمة لإيجاد حلٍ عادلٍ ودائمٍ وشاملٍ للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وقال نقلي إن السعودية تدين الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، انطلاقاً من موقفها الدائم والثابت تجاه القضية، وجدد تأكيد المملكة وقوفها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه التاريخية المشروعة.

إلى ذلك، أكدت مصر أنها ستواصل جهودها الرامية لتحقيق التهدئة في قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

من جانبه، حمَّل السفير عبد المحمود عبد الحليم، سفير السودان في القاهرة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، مستنكراً الجرائم النكراء التي تُرتَكَب بحق الشعب الفلسطيني.

وشدد سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، دياب اللوح، على «ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف ما تقوم به إسرائيل من جرائم وانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني».