الذكرى السنوية لضحايا النازية اليهود

أحيت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخميس الذكرى السنوية لضحايا النازية اليهود بعدد من الأنشطة والطقوس والبرامج، التي تروي قصصًا بشأن جرائم النازية بشكل عام وضد اليهود بشكل خاص.كما دارت نقاشات واسعة بشأن الخلاصة من جرائم النازية. فالبعض اعتبر المناسبة فرصة للتأكيد على أن إسرائيل القوية لم تعد تسمح بالمساس باليهود، والبعض يرى أن على اليهود، الذين تعرضوا للظلم والعنصرية تعلم الدرس وألا يسمحوا لأنفسهم بظلم الفلسطينيين، فيما يفضل البعض الآخر الاستمرار في إبقاء الذاكرة حية حول المحرقة، لكن غالبية اليهود الشرقيين يرون أن المحرقة لا تمت إليهم بصلة، لأنهم عاشوا في الدول العربية من دون مذابح.

ويقود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التيار، الذي يريد الإبقاء على ذاكرة حية وإظهار قوة إسرائيل العسكرية، وقال في خطابه بمناسبة ذكرى المحرقة التي أقيمت في متحف الكارثة في القدس (ياد فاشيم) "قادة العالم الحر أرادوا منع الحرب وأدوا إلى احتلال أوروبا كلها. وعدم استعدادهم لدفع ثمن وقف العدوان في مرحلة مبكرة جعل الإنسانية تدفع الثمن. فقد مات 60 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية، بينهم ستة ملايين من أبناء شعبنا. وإسرائيل لن تتصرف أبدًا بهذه الطريقة الخاطئة. نحن نصد العدوان في مهده، ليس لدينا كلمات فارغة، نحن ندعمها بالأفعال. ويمكن تلخيص سياستنا في ثلاث كلمات: عدوان ضد العدوان".

وقال الرئيس رؤوفين ريفلين في كلمته " على الرغم من أن اللاسامية لم تختف من العالم، فإن الشعب اليهودي قوي وواثق. معاداة السامية لن تختفي ولم تختف، وكراهية إسرائيل لم تتغير، ولكننا نحن تغيرنا. لقد تغير الواقع لأننا تغيرنا. نحن واثقون وأقوياء. قاتلنا للتحرر من العبودية، وخرجنا من خطر الإبادة إلى الاستمرارية، إلى البناء والإنتاج. أعزائي الناجين والناجيات من المحرقة، لقد قمتم بمعجزة. بهذه الروح العظيمة بنيتم ورسختم هذا البيت - الجيش الإسرائيلي، الموساد والأجهزة الأمنية، وعالم القضاء، والاستيطان. أعدتم من الدمار بناء عالم التوراة والمدارس الدينية. طورتم الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، أقمتم بيتا، وزرعتم شجرة، وأنجبتم الأطفال وربيتموهم على المفاخرة، والهامة المرفوعة، وحب الحياة وحب الإنسان.... وسنواصل تثقيف أولادنا وبناتنا على هذا التراث".

ونشر "سلاح التربية" بيانًا أكد فيه على ضرورة التمسك بالقيم الديمقراطية، والحفاظ على الأخلاق وقيم الإنسان، وقال إن النازية قضت على الديمقراطية خطوة خطوة، وإذا تم القضاء على الديمقراطية في أي بلد، بما في ذلك في إسرائيل، فإن النازية ستعود.
وتعرض الجيش لانتقادات واسعة من قوى اليمين بسبب هذا البيان، إذ اعتبروا كاتبه يلمح للإجراءات الحكومية والقوانين التي يتم سنها، وهدفها تقليص حقوق المواطنين العرب.