الحكومة الإسرائيلية

تراجعت تهديدات حزب المتدينين المتزمتين "يهدوت هتوراه" بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية في حال لم يقر الكنيست مشروع قانون إعفاء الشبان المتدينين من الخدمة العسكرية، على وقع إنذار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، لشركائه في الائتلاف بأنه سيدفع نحو الذهاب إلى انتخابات مبكرة "هو غير معني بها"، في حال لم يتوصلوا إلى حل طويل المدى يسمح باستمرار الحكومة حتى نهاية ولايتها.

 وكان الخلاف اندلع بين حزب المتدينين ووزير المال موشيه كحلون، إذ اشترط الأول تصويت نواب الحزب إلى جانب الموازنة العامة للعام المقبل، والمقرر خلال أسبوعين فقط، بعد إقرار الكنيست نهائيًا مشروع قانون إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية. من جهته، هدد كحلون بالانسحاب وحزبه "كلنا" من الائتلاف الحكومي في حال لم تُقرّ الموازنة قبل نهاية العام الحالي. لكن القناة العبرية العاشرة نقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو أن المشكلة الأساسية تكمن عند زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" العلماني وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي "لن يدعم أي قانون يعفي المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية حتى بثمن تفكيك الائتلاف الحكومي"، وفق أوساطه.

وسرت توقعات الأربعاء، أن يقبل المتدينون إقرار مشروع "قانون التجنيد" بالقراءة الأولى على أن يتم تعهد إقراره نهائيًا بعد عطلة الربيع للكنيست، وقال زعيم حزب "البيت اليهودي" الوزير نفتالي بينيت، إن جميع قادة أحزاب الائتلاف الحكومي ليسوا معنيين بتبكير الانتخابات، متوقعًا حل الأزمة مطلع الأسبوع المقبل.

واعتبر وزير الداخلية زعيم حزب "شاس" الديني أريه درعي أن الخلاف قابل للحل خلال عشر دقائق، "والجمهور الإسرائيلي ليس معنيًا بإدخال الدولة في أجواء انتخابات عامة، لن يغفر أنصار المعسكر اليميني لنا خطأ حل هذه الحكومة"، وكانت أوساط نتانياهو أكدت أن الأخير عمل خلال وجوده في واشنطن على تهدئة الخواطر داخل حكومته وأنه ليس معنيًا بانتخابات مبكرة. وأضافت أن نتانياهو معني بحل جذري لمشكلة تجنيد المتدينين المتزمتين، لضمان بقاء الحكومة الحالية حتى آخر أيامها، أواخر العام المقبل. لكن زعيم "يهدوت هتوراه" الوزير يعقوب ليتسمان شكك في نيات رئيس الحكومة، وقال إن الأخير معني بتبكير الانتخابات. ورأى ليبرمان أن الأزمة وصلت إلى طريق مسدود ستقود حتمًا إلى انتخابات جديدة.