تضييق الاحتلال الخناق على صيادي غزة

طرأ تراجع ملحوظ على كميات الأسماك التي يتم صيدها من بحر قطاع غزة، ما انعكس سلباً على توافرها في الأسواق، وأدى إلى ارتفاع أسعارها، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين.

فقد شهدت أسواق قطاع غزة تناقصاً في كميات الأسماك الطازجة التي ترد إليها بصورة يومية، خاصة الشعبية الرخيصة مثل السردين والسكمبلة، بينما بدأ عدد كبير من الصيادين بتقليل مرات دخولهم البحر، بانتظار تحسن الصيد.

وعزا صيادون أسباب تراجع الصيد إلى عاملين أساسيين، الأول استمرار اعتداءات الاحتلال خاصة في مناطق جنوب وشمال القطاع وما يرافق ذلك من مطاردة للمراكب وإطلاق النار تجاهها، إضافة إلى مصادرة بعضها بين الفينة والأخرى.

أما العامل الثاني بحسب الصيادين، فيتمثل بانتهاء الاعتدال الربيعي، وارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة، وتلك الفترة تسمى بـ"مربعانية الصيف"، وهي فترة تكون الأسماك فيها شحيحة.

الصياد خالد عبد الكريم وضع شبكة على قارب صغير مزود بمجدافين خشبيين، وأخذ يضعها حول الصخور القريبة من الشاطئ، ويحدث ضجيجاً متعمداً في الماء، عبر إلقاء حجر مربوط بحبل، ومن ثم سحبه وإلقائه بقوة مرة أخرى وهكذا، في محاولة لدفع الأسماك المختبئة داخل الصخور إلى ناحية الشبكة، لكنه في كل مرة كان يخرج شبكته بعدد قليل من الأسماك الصغيرة ومتوسطة الحجم.

ويقول عبد الكريم إن الصيد في بحر قطاع غزة عادة مرتبط بالمواسم، فهناك موسمان أساسيان للصيد، هما فصلا الربيع والخريف، حين تبدأ الأسماك عملية الهجرة، وتمر أسرابها قبالة شواطئ القطاع.

وتابع: "بحر قطاع غزة فقير بطبيعته بالأسماك، لعدم احتوائه مناطق صخرية ممتدة وعميقة، أو تربة طينية، وبالتالي فإن الصيد فيه يعتمد أساساً على مواسم الهجرة فقط.

فيما حدت اعتداءات الاحتلال اليومية، وتقييد حركة الصيادين في البحر، من قدرتهم على العمل بحرية، كما أن الأماكن التي يسمح لهم الوصول إليها فقيرة بالأسماك، فثمة مناطق جيدة في شمال وجنوب القطاع، لا يسمح فيها للصيادين بالدخول إلى أكثر من خمسة أو ستة أميال بحرية، وبعضها يمنع على الصيادين الوصول إليها نهائياً.

ووفق الصياد محمود عثمان فإنه ومنذ أشهر طويلة تواصل قوات الاحتلال تضييق الخناق على الصيادين، عبر مطاردة مراكبهم وإطلاق النار تجاهها، أو إغلاق البحر وتقليص مساحات الصيد، وغيرها من الاعتداءات، وهذا أضر بالصيادين كثيراً.

وأكد أن الكثير من الصيادين وأمام تزايد الاعتداءات وشح الأسماك توقفوا عن دخول البحر، أو أصبحوا يدخلونه في أيام "العتمة القمرية"، بانتظار شهر أيلول المقبل، وهو الفترة التي تبدأ الأسماك المهاجرة فيها بالتحرك.

بذكر أن الفترة الواقعة بين الأعوام 2015 و2018 ، تعتبر من أسوأ الفترات على الصيادين بحسب ورقة الحقائق التي تم إعدادها من شبكة المنظمات الأهلية، حيث حظرت سلطات الاحتلال على الصيادين الوصول لمسافات أبعد من ستة أميال، وسمحت في فترات محددة لمراكب الصيد بالوصول إلى تسعة أميال، وهذه القيود حرمت الصيادين من استغلال المساحات المتاحة حسب اتفاق "أوسلو"، ما حرمهم من استغلال 82% من المساحة المسموحة لهم بها حسب الاتفاق المذكور.

وبحسب الورقة المذكورة فإن تقليص مساحة الصيد البحري تمس بالحقوق الاقتصادية للصيادين، كما أن حظر الاحتلال إدخال معدات الصيد والمحركات والأدوات وقطع الغيار اللازمة لصيانة وإصلاح القوارب، أدت إلى توقف العديد منها، وأثرت على شريحة كبيرة من العاملين في القطاعات المساندة لمهنة الصيد، مثل ورش تصنيع وصيانة القوارب.

قد يهمك أيضًا :  

جيش الاحتلال يعتقل شاباً من جنين على حاجز عسكري 

 الاحتلال يُعلن اكتشاف 18 نفقًا منذ "الجرف الصامد"