قوات الجيش الإسرائيلي

بعد الإعلان أمس عن إجهاض عملية تفجير في مقر المحكمة العسكرية الإسرائيلية قرب مدينة جنين، عادت أوساط عسكرية إسرائيلية للحديث عن مواجهة خطر تحول الهبة الشعبية الفلسطينية ضد «وعد ترمب» و«ابتعاد آفاق التسوية السياسية»، إلى انتفاضة مسلحة مدمرة.

وقالت هذه الأوساط إنه رغم تأكيد السلطة الفلسطينية رفضها اندلاع انتفاضة مسلحة وإصرارها على أن يكون الكفاح سلمياً، فإنها أبدت تخوفها من سعي فصائل فلسطينية لعسكرة هذا الكفاح، موضحة أن هناك خطراً بأن تتسبب حوادث القتل المتزايدة لفلسطينيين على أيدي جنود الاحتلال في خلق فوضى تتيح للعناصر المتطرفة تفجير الوضع عسكرياً.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد أعلنت أمس أن شاباً فلسطينياً حاول الدخول إلى محكمة سالم العسكرية غرب جنين، وبحوزته عبوتان ناسفتان من صنع محلي بدائي، وقالت إن الشاب البالغ 17 عاماً، هو من سكان مخيم جنين، وصل إلى نقطة التفتيش المقامة على مدخل المحكمة، وقد اكتشف الجنود أنه يضع على جسده عبوتين ناسفتين. واعتقل جنود الاحتلال الشاب، فيما استدعي خبراء متفجرات لفحص العبوتين وتفكيكهما، وتم إغلاق مدخل المحكمة ومنع الدخول إليها.

وفي غضون ذلك، أصيب أمس 5 فلسطينيين، أحدهم حالته خطيرة برصاص الجيش الإسرائيلي شرق قطاع غزة، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن شاباً أصيب بعيار ناري في الظهر، ووصفت حالته بالخطيرة، فيما أصيب 4 آخرون بالرصاص في الأقدام خلال مواجهات مع قوات إسرائيلية تتمركز خلف السياج الفاصل مع قطاع غزة.

واتهم أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، الجيش الإسرائيلي باستخدام «القوة المفرطة» في مواجهة المحتجين سلمياً على أطراف القطاع، وقال في بيان إن الجيش «يتعمد إطلاق الرصاص الحي والمتفجر والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز الموجهة بشكل مباشر، ما زاد عدد الشهداء والمصابين منذ السابع من الشهر الحالي»، مبرزاً أن «سياسة القنص المباشر التي ينتهجها جنود الاحتلال أدت إلى استشهاد 8 مواطنين، وإصابة 535 آخرين في قطاع غزة، منهم 7 وصفت حالتهم بالخطيرة».

من جانبها، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن أجهزة الأمن أعدت خطة صارمة بمشاركة المخابرات الأميركية، استعداداً لزيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، التي ستبدأ يوم الأربعاء.

وترى الأجهزة الأمنية في هذه الزيارة عنصر جذب لمجموعات فلسطينية عسكرية، خصوصاً بعد المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي لم تهدأ منذ إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، ولذلك، فإن السلطات الأمنية في إسرائيل تأخذ بجدية دعوة حركة فتح إلى مظاهرات حاشدة ضد زيارة المسؤول الأميركي، وبدأت تشدد الترتيبات الأمنية، وتضاعف من عدد القوات، فيما تخطط لإغلاق عدد من الشوارع والمربعات السكنية في القدس.

لكن الفلسطينيين، وخصوصاً في السلطة الوطنية، يرفضون هذه التقييمات، ويقولون إن ما يزيد التوتر في المنطقة هي سلطات الاحتلال التي تبطش بالمظاهرات السلمية للفلسطينيين بشكل وحشي.

وحسب نادي الأسير، فإن قوات الاحتلال بدأت تدير حملة اعتقالات جنونية، وتمارس التعذيب ضد المعتقلين وتتخذ إجراءات انتقامية تشكل دافعاً للغضب والفوضى. وقال إن الاحتلال اعتقل عشرات الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة في الضفة الغربية والقدس، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ اندلاع مظاهرات التصدي لإعلان ترمب إلى 430 مواطناً، بينهم 131 طفلاً، و9 نساء، و3 جرحى معتقلين يقبعون في مستشفيات إسرائيلية. كما استشهد 9 فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال.

وفي هذا السياق، قال المحامي لؤي عكة، في بيان صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إنه زار عدداً من الأسرى القاصرين في سجن «عوفر»، وشاهد بنفسه علامات الضرب المبرح تظهر بشكل واضح على وجوههم وأجسادهم، ما يدل على التنكيل الشديد الذي تعرضوا له خلال الاعتقال والاستجواب في التحقيق.